الصحابة شعراء.. في دوحة خير الأنبياء (2)
أبو بكر الصديق هو عبد الله بن عثمان، ابن عثمان بن عامر، بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، كان اسمه عبد الكعبة، فسماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله. لأبي بكر، رضي الله عنه، شعر كثير في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي مغازيه، وفي رحلة الهجرة، قال:
قال النبي ولم يجزع يوقرني ونحن في سدفة من ظلمة الغار
لا تجزعن فإن الله ثالثنا وقد توكل لي منه بإظهار
وإنما كيد من نخشى بوادره كيد الشياطين كادته لكفار
والله مهلكهم طرا بما كسبوا وجاعل المنهتى منهم إلى النار
وأنت مرتحل عنهم وتاركهم إما غدوا وإما مدلج سارِ
وهاج أرضهم حتى يكون لنا قوم عليهم ذوو عز وأنصار
حتى إذا الليل وارتنا جوانبه وسدفه دون من يخشى بأستار
سار الأريقط يهدينا وأنيقه تتعبن بالقوم نحتا تحت أكوار
يعسفن عرض الثنايا بعد أطولها وكل سهب دقاق الترب موَّار
حتى إذا ما بلغنا الغار عارضنا من مدلج فارس، في منصب وارِ
يردى به، مشرف الأوطار، معتزم كالسرذي اللبدة المستأسد الضاري
فقال: كروا، فقالوا: إن كررت بنا من دونها لك نصر الخالق الباري
أن يخسف الأرض بالأحوى وفارسه فانظر إلى أربع في الأرض غوار
فهيل لما رأى أرباع مبرحه قد سخن في الأرض لم يحفر بمحفار
فقال: هل لكم أن تطلقوا قدمي وتأخذوا موثقي في نصح إسرار
اصرف الحي عنكم إن لقيتهم وأن أُعَوِّر منهم عين عُوَّار
فادع الذي هو عنكم كفَّ عدوتنا يطلق جوادي ويتمم خير أبرار
فقال قولا رسول الله مبتهلا يارب أن كان فيه خير إخفار
فرده سالما من شر دعوتنا ومهره مطلقا من كلم آثار
فأظهر الله - إذ يدعو - حوافره وفاز فارسه من هول أخطار
عمر بن الخطاب
ذكر ابن إسحاق فيما رواه يونس بن بكير عنه لعمر رضي الله عنه حين أسلم من أبيات:
الحمد لله ذي المن الذي وجبت له علينا أياد كلها عبر
وقد بدانا فكذبنا فقال لنا صدق الحديث نبيٌّ عنده الخبر
وقد ظلمت ابنة الخطاب ثم هدى ربي، عشية قالوا قد صبا عمر
وقد ندمت على ما كان من زلل بظلمها حين تتلى عندها السور
لما دعت ربها ذا العرش جاهدة والدمع من عينها عجلان يبتدر
أيقنت أن الذي تدعوه خالقها تكاد تسبقني من عبرة درر
فقلت أشهد أن الله خالقنا وأن أحمد فينا اليوم مشتهر
نبي صدق أتى بالحق من ثقة أوفى الأمانة ما في عوده خور