فتاوى لوبي الاستيراد!
ليس سرا أن تصنيع البلاد للمنتجات يواجه بمقاومة من لوبى الاستيراد من الخارج، الذى تتوسع أنشطته وتتراكم أرباحه كلما ازدادت وارداتنا من الخارج، بينما التصنيع سوف يسهم في حدوث العكس، أى تراجع الورادات من الخارج.. ولذلك لا يتوقف هذا اللوبى عن مقاومة التصنيع في البلاد ليظل يحقق أرباحا كبيرة.
وتتخذ هذه المقاومة أشكالا متعددة ومتنوعةَ. كان أبرزها توفير البديل المستورد للسوق المصرى بأسعار تقل عن سعر المصنع داخليا، من خلال إغراق السوق بشكل ممنهج ومخطط.. لكن الجديد والمثير للدهشة أن لوبى الاستيراد لا يكتفى باستخدام سلاح السعر المنخفض للمنتجات المستوردة، وإنما لجأ مؤخرا إلى استخدام سلاح الصحة.. فقد خرجت علينا غرفةَ تجارةَ الدواجن بفتوى صحية غريبة مؤخرا تفيد بأن الدواجن المستوردة أكثر فائدة لصحةَ المستهلك بالمقارنةَ للدواجن المنتجة محليا!
ولم يقدم لنا السادة أعضاء الغرفة أو أعضاء اتحاد الغرف التجارية تفسيرا لهذه الفتوى الغريبة العجيبة التى لا تستند إلى حتى دراسة مختلقة ووهمية!.. وهذا يُبين لنا إلى أى مدى تواجه الصناعةَ المصرية بمقاومةً كبيرة لنظل نعتمد على المستورد في تدبير احتياجاتنا الأساسية من غذاء وكساء ودواء ومستلزمات إنتاج، وتظل الأرباح تتراكم لمن يسيطرون على أسواقنا.
لقد وجه الرئيس السيسى خلال اجتماع المجلس الأعلى للاستثمار بعدد من الإجراءات والقرارات المهمةَ، غير أن هذه ليست المرة الأولى التى يوجه فيها الرئيس بهذا.. وإذا بحثنا عن السبب فسوف نجد أنه يكمن في مقاومة لوبى الاستيراد من الخارج المتعاون مع البيروقراطية العتيدة!