رئيس التحرير
عصام كامل

ليس دفاعا عن حسام موافي!

قبل سنوات تساءل مفكرنا الكبير جلال أمين: ماذا حدث للمصريين.. تراه ماذا كان سيقول هذه الأيام لو أنه عاصر السوشيال ميديا وما يرتكب عليها في كل لحظة من موبقات وجرائم سب وقذف وانتهاك للحرمات والخصوصيات وتصدير تفاهات وسفاهات وتطاول على الرموز.. 

 

وأبسط مثال ما حدث منذ أيام مع  الدكتور حسام موافي أستاذ الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، الذي تعرض لخداع جرى من خلاله ترويج صورة مباغتة تجمعه بالفنانة سمية الخشاب زعم من روج لها أن عالمنا الجليل يسلمها دكتوراه فخرية، وهو ما نفاه الرجل جملة وتفصيلا!


المدهش أن الجهة التي كرمت العالم الجليل والفنانة إياها قرنت نفسها زورًا وبهتانًا بالأمم المتحدة التي نفى مركزها الإعلامي بالقاهرة أي صلة للمنظمة الأممية بهذه التكريم، وهو ما يفسر حالة الالتباس والخداع التي تعرض لها الدكتور حسام موافي الذي وجد نفسه وجهًا لوجه مع الفنانة سمية الخشاب التي مدت يدها لمصافحته..

مجتمع هش

فماذا كان يفعل مع صورة جرى التقاطها له مخادعة تلقفتها السوشيال ميديا ومارست تنمرًا عجيبًا طال عالمنا الجليل وأسرته، في مسلك تشويهي عدواني صارت جزءًا من سلوكنا العام ويحتاج لدراسة نفسية واجتماعية تضع لنا حلولا لهذه الظاهرة المؤسفة.  


الدكتور حسام موافي أكد أن الجهة التي كرمته أكدت له أنها كرمت من قبل الرئيس الراحل أنور السادات، والدكتور مجدي يعقوب. ما حدث مع الدكتور موافي إذا وضعناه جنبًا إلى جنب مع زوبعة شاكوش الذي تصدر المشهد في الميديا ومواقع التواصل الاجتماعي بما جرى بينه وبين زوجته من مشكلات قال إنه كتب على وحيها أغنيته الجديدة "أبسطك ازاي وانت مش بسطاني".. أليس ذلك وغيره من المضحكات المبكيات..

 

ألا يؤكد أننا مجتمع تساوت فيه الرءوس وغابت عنه الموضوعية وسيطر عليه الجهل والتجهيل وصارت ذاكرته كذاكرة السمكة.. أين ذهبت قضايانا الحقيقية وهمومنا التي ينوء بحملها الجبال.. هل انتهت التهديدات الوجودية من كل الاتجاهات.. هل انتهت مشكلة سد النهضة.. هل جرى حل مشكلاتنا الاقتصادية.. هل.. وهل.. ماذا حدث للذائقة العامة؟!

 

 

ترى لو أن الدكتور حسام موافي جرى تكريمه بمعزل عن الأضواء التي أحاطت بالفنانة سمية الخشاب هل كانت السوشيال ميديا ستحتفي بهذا التكريم أو تثير الغبار من حوله كما جرى.. ولماذا لم نري مثلًا أي تعليق أو إشادة لتكريم الدكتور محمود محيي الدين الاقتصادي المعروف بدكتوراة فخرية من جامعة عين شمس.. أليس ذلك دليلًا على أن مجتمعنا صار هشًا يحتفي بنجوم الكرة والفن ولهم كل احترام ولا يعبأ بأهل العلم الذين يواصلون العمل ليل نهار لتحصيل العلم لإسعاد الإنسان وتخفيف متاعبه.. فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟!

الجريدة الرسمية