رئيس التحرير
عصام كامل

طروحات.. ومساومات !

أول درس يتعلمه دارسو الاقتصاد هو قاعدة مهمة مؤداها أن الانسان كائن اقتصادي بطبعه.. فهو يسعى للحصول على أكبر منفعة بأقل ثمن!.. ولذلك اقترنت عمليات البيع والشراء بالمساومة دوما.. فالبائع يبغى الحصول على أعلى سعر والمشتري العكس تماما يبغى دفع أقل سعر، وكل منهم يعتمد على مهارته في المساومة في مفاوضات البيع والشراء التى تسبق عادة إتمام الصفقات الكبرى عادة..

 

لأن عمليات الشراء المعتادة للمستهلكين لا تظهر فيها المساومة عادة إلا في بعض البلاد كان أكثرها شيوعا من بين البلاد العديدة التى زرتها  الصين، حيث توجد بها أسواق شهيرة عنوانها الرئيسى هو المساومة.

 
ولعل هذه المساومةَ هى سبب تأخر تنفيذ برنامج الطروحات المصرية والذى يشمل طرح نسب من أسهم نحو 32 شركةَ للبيع على بعض الأشقاء العرب، طبقا لما تم الاتفاق عليه مع صندوق النقد الدولى.. فهى مساومات ليست سهلة نتيجة عدم استقرار سعر الصرف أو لوجود أكثر من سعر يتم التعامل به.

 
لكن المثير أن تلك المساومات تختفى في بعض صفقات لاعبي كرةَ القدم.. فبينما يساوم الراغبون في شراء أصول مصرية لتخفيض الأسعار فإنهم لا يفعلون ذلك وهم يسعون لإتمام صفقات شراء بعض اللاعبين المشهورين.. بل إنهم يفعلون أكثر من ذلك، أو يساومون بالعكس.. أى يزيدون السعر المعروض على بعض اللاعبين ليقبلوا بإتمام صفقة اللعب في أحد أنديتهم.. 

 

 

ولعل ذلك يرجع إلى أنهم يقدرون المنفعة هنا التى يحصلون عليها أكثر مما يقدرها الغير، وبالتالى لا يرون أنهم يدفعون الكثير لشراء هؤلاء اللاعبين لعدد من المواسم فقط وليس لكل الوقت كما يحدث في عمليات الشراء الأخرى المختلفة ومن بينها عمليات الشراء الأخرى التى تجرى المفاوضات بشأنها، وتم بينها مفاوضات شراء بعض الأصول المصرية التى قال رئيس الوزراء أنها وصلت مرحلة متقدمة وستوفر لنا نحو مليارى دولار خلال شهرين.  

الجريدة الرسمية