مكـونــات عمليـــة التدريــس
تحدثنا في مقالات سابقة عن المعلم وكيف يمكن له أن يجعل من تدريسه فعالًا، وموضوع مقال اليوم أيضًا عن المعلم لكن بوصفه أحد أهم مكونات العملية التدريسية، وسوف نتناول فى البداية أدوار المعلم، حيث يقوم المعلم بأدوار عدة متداخلة ومتشابكة فيما بينها، ولكن العديد من نشاطات المعلم التدريسية يمكن أن تقع ضمن ثلاث وظائف تصف ما يمكنه القيام به بوصف معلمًا، ومؤثرا بفاعلية فى حدوث التعلم المرغوب فيه، وتغيير سلوك التلاميذ إلى الأفضل، وتعزيز فهمهم، وتطوير تفكيرهم..
وظائف المعلم
1 – خبير (متخصص) التعليم:
أن دور المعلم البارز يتمثل كونه متخصصًا أو خبيرًا تعليميًا؛ أي هو الشخص الذى يُخطط التعلم ويقومّه، وهو الدور الجوهرى له، وعليه كمتخصص تعليمى تحديد المواد التى يتم تدريسها والمواد التعليمية اللازمة لعملية التدريس، وتحديد الطريقة والاستراتيجية التدريسية، والتى تتناسب مع المحتوى لتحقيق الأهداف، وتقويم المدخلات، حيث إن التلميذ ينتظر من معلمه ملكيته لكل الإجابات.
2 – القائد:
الوظيفة الثانية والمهمة هى القيادة والإدارة والتوجيه، من خلال تصميم بيئة التعلم وإدارتها، واتخاذ القرارات التى تسهم فى إدارة حجرة الدراسة بفاعلية، مثل وضع القوانين والتعليمات وكل الإجراءات اللازمة لتنفيذ أنشطة التعليم والتعلم، كما تقع على المعلم مسئولية تنظيم حجرة الدراسة من مقاعد ولوحات وبيانات وتنظيم الأثاث وتهيئته، وغيرها من المهام التى تناولنها فى المقال المعنون بإدارة البيئة الصفية فن التوجيه وعلم القيادة.
3 – المرشد:
يجب أن يكون المعلم حساسًا للسلوك الإنسانى، ويجب أن يكون مدركا للمسئولية البنائية للعقول، وعليه أيضًا أن يدرك أنه يتعامل مع بشر من تلاميذ وآباء وموجهين وزملاء، لذا يجب أن يملك مهارات تكوين علاقات إنسانية طيبة.
وعلى القائمين على هيئات ومؤسسات إعداد المعلم مراعاة هذه الوظائف والأدوار السابقة، لكى نعد معلمًا قادرًا على القيام بعدد من السلوكيات منها، القدرة على التعبير والتوضيح والاستماع. والتعرف على الكلمات والتلميحات التى تدل على فهم التلميذ أوعدم فهمه. وطرح الأسئلة وإتاحة الوقت للتفكير واحتمال تأجيل الاستجابات.
وإقامة علاقات الألفة والود وإشاعة جو المرح دون توتر أو قلق. وإدارة المناقشات وإعطاء المبررات القوية. والتحكم فى سلوكه ومشاعره وحيويته. وإدراك الفروق الفردية بين التلاميذ، وتقدير سلوكهم.
تشخيص صعوبات التعلم وعلاجها. واستخدام المصادر التعليمية والوسائل السمعية والبصرية بصورة فعّالة. وإدارة العمل وتنظيمه فى المجموعات الكبيرة أو الصغيرة. والبحث والإطلاع المستمر.
ويمكن أن نلخص أدوار المعلم فى التعليم الفعال فى الأدوار الآتية: استخدام المرونة فى طرق التدريس، معرفة المادة الدراسية بشكل متقن، وإظهار المشاعر والاتجاهات الودية نحو المتعلم، إتقان مهارات الاتصال والحوار مع المتعلمين..
قواعد المعلم الفعال
أن يكون منضبط فى مواعيده وتوقيتاته لأن معظم المشكلات تنتج نتيجة حضور المعلم متأخرا عن بدء الدرس. أن يكون المعلم مستعـد بشكل جيد من خلال جودة إعداد درسه والتخطيط له مسبقًا. أن يجيد المعلم استخدام صوته لأن صوت المعلم هو آداته ووسيلته الرئيسية فى الاتصال بينه وبين التلاميذ.
أن يكون واعيًا ومنتبهًا بما يحدث فى الصف فالمعلم الجيد هو الذى يعطى انطباعا لتلاميذه بأنه يرى بظهره. فهم الأسباب وراء سلوك التلاميذ فى الصف. أن يوزع انتباهه على جميع تلاميذ الصف ولا يقتصر انتباهه على بعض التلاميذ دون البعض الآخر. أن يحسن التصرف فى مواقف الأزمات.
أن يساعد التلميذ الذى يواجه مشكلة أو وقوع بعض التلاميذ فى مشكلات. وأن لا يقول شيء لا يقدر على تنفيذه أو لا ينفذه. وأن لا يقارن بين التلاميذ فى الصف لأن من الأخطاء التى يقع فيها المعلم مقارنته بين تحصيل تلميذ بتحصيل تلميذ آخر زميل له.
أن يحسن استخدام الأسئلة الفعالة التى يشارك فى إجابتها الطلاب. أن يقوّم التلاميذ بصفة مستمرة. وأن يجيد تلخيص الدرس فى نهاية الحصة بطرق متعددة. والتخطيط الجيد للدرس لأن نجاح أي عمل يقوم على التخطيط الجيد له. التنفيذ الجيد للدرس داخل الصف. التنظيم الجيد المادى للغرفة الصفية يحقق إدارة أفضل.
وإذا كان المعلم متمكنًا من جميع السلوكيات السابقة، فإنه يستطيع القيام بمسئوليته التربوية على أكمل وجه، سواء فيما يتصل بالمادة الدراسية، أو بالتلميذ، أو بيئة التعلم. وعليه أن يتبع نهج العالِم، ونظرة الفيلسوف، ومشاعر الفنان وأخلاق الرسول.
ونستكمل باقى مكونات عملية التدريس فى المقالات المقبلة إن شاء الله.