سر اختفاء طبقة العمال والمصانع واستبدالها بالمكاتب المكيفة في السينما
مثلت طبقة العمال ظاهرة في السينما المصرية، منذ قامت ثورة يوليو 1952 وأعلنت المبادئ الاشتراكية، ثم تضاءلت مع تطبيق نظام الخصخصة وهدم الورش والمصانع وتحويلها إلى أبراج سكنية، واصبح حلم الشباب الجلوس على المكاتب المكيفة، فاختفت المصانع والورش من الأفلام وظهرت المكاتب المكيفة للموظفين المرفهين.
وأوضحت دراسة أعدها الناقد الفني محمود قاسم أن من أوائل الأفلام المصرية التي عكست حياة طبقة العمال في مصر فيلم "العزيمة" عام 1939 للمخرج كمال سليم وتدور أحداثه التي جسدتها فاطمة رشدى وحسين صدقى حول شخصية الموظف محمد افندى المتعلم الذى أحب فاطمة التي كانت تحلم بالعريس الموظف الميرى، يضيع منه أحد الملفات فيطرد من وظيفته ويعمل بائعا بأحد المتاجر ويخفى ذلك عن زوجته، عندما تعلم بالامر تطلب الطلاق إما الوظيفة الميرى وإما فلا،، كشف الفيلم أزمة المتعطلين في مصر والارتباط بالوظيفة الميرى.
حياة العمال فى سينما الثمانينات
في بداية الأربعينات ظهرت مجموعة من الأفلام حول حياة العمال منها: لو كنت غنى اخراج هنرى بركات، الورشة لاستيفان روستى، ابن الحداد ليوسف وهبى عام 1944، العامل لأحمد كامل مرسى، وغيرها،يتناول فيلم "العامل" مشكلة التأمينات الاجتماعية وتأمين مستقبل العمال،، وكما ذكرت مجلة السينما عام 1979 انه بعد عرض الفيلم سنت تشريعات عمالية ترعى العامل وأسرته وتنظم العلاقة بين العامل وصاحب العمل.
الملك السابق يوقف فيلم العامل
شاهد الملك فاروق فيلم "العامل" متنكرا وأمر بإيقاف عرض الفيلم في الحال، وقال انه يفتح أذهان العمال على حقوقهم المشروعة، فيقوم بطل الفيلم حسين صدقى بدعوة وزير الشئون الاجتماعية عبد الحميد عبد الحق لمشاهدة الفيلم، فيأمر بعرضه بل وتهنئة حسين صدقى على جهوده العظيمة في إنتاج وتمثيل الفيلم، إلا أن وزير الداخلية ـ في ذلك الوقت ـ فؤاد سراج الدين يمنع عرضه مجاملة للملك باعتباره خطرا على الأمن العام، ثم تألفت لجنة عليا لمشاهدة الفيلم التي قررت عرضه باعتباره فيلما اصلاحيا.
في ستينات القرن الماضي ظهرت مجموعة من الأفلام التي تمجد العامل المصرى وتدعو الى العمل مهما كانت نوعية العمل، فالبرنس في فيلم "الايدى الناعمة " عن قصة توفيق الحكيم يجد نفسه مضطرا الى ان يمارس عملا يرتزق منه بعد زوال مجده، ونجد المهندس ـ أحمد مظهر أيضا ـ في فيلم النظارة السوداء يقف الى جانب العمال يؤيد مطالبهم ويؤازر عامل فقد ذراعه أثناء العمل بالرغم من انه من الطبقة الوسطى.
الحب فى الحقيقة العارية
وفي فيلم "الحقيقة العارية "نجد العمال يمارسون العمل في السد العالى بحب، كما ظهرت أفلام تواكب قرارات يوليو الاشتراكية منها فيلمى يوسف شاهين: النيل والحياة عام 1968،الناس والنيل 1972، لكن في أواخر الستينات انحصر دور العامل على المكاتب، فبعد ان كان هناك العامل الميكانيكى والصياد والحمال والسائق في أفلام جعلونى مجرما، الاسطى حسن، سواق نص الليل، الفتوة، اصبح هناك الموظف البسيط الملازم للمكتب.
مع السبعينات بدأ تناول الطبقة العمالية في السينما يختفى وتحول العامل في السينما الى انتهازى واصبح هناك صراعا بين العمال وأصحاب الاعمال وحدثت تغيرات في أوضاع العمال وجرى السينمائيون الى اظهار التحولات التي هبطت على المجتمع مثل الصراع بين الأستاذ الجامعى والزبال في فيلم " انتبهوا أيها السادة " وصعود الزبال على حساب هبوط الأستاذ، وخروج المتعلمين الى العمل في مهن لا تناسبهم مثل فيلم كالبناء مثلا في فيلم " الحب وحده لا يكفى".
وفى فيلم الأرض عام 1970 الذي يعكس معاناة الفلاح البسيط الذى يتمسك بأرضه حتى آخر قطرة دماء في حياته، وفيلم "أفواه وأرانب" الذي يستعرض إصرار المرأة البسيطة على العمل لمقاومة الفقر.
في الثمانينات ظهرت أفلاما تتناول وضعية العمال في ظل الخصخصة مثل أفلام: الخبز المر لأشرف فهمى الذى يتحدث عن العمال في جمرك الإسكندرية والصراع من أجل لقمة العيش، والصراع داخل الاسرة الواحدة في فيلم " عيون لا تنام" حول صراع الاخوة في ورشة تصليح السيارات، الى جانب أفلام تقدم صورا للانحراف من خلال العمل بالسرقة والتهريب كما في فيلم “ الحريف “ ن ايضا كان فيلم ” للرجال فقط ” نموذجا على قدرة المرأة فى العمل بأى من المهن.
أبو كرتونة العامل البسيط
تغيرت صورة العامل في التسعينات ففي سواق الأتوبيس ابتعد البطل تماما عن الطبقة العاملة بالرغم من وجود الورشة المتاحة للعمل فيها التي صارت خرابا وافلست ويفضل البطل العمل سائقا على سيارة يمتلكها بدون أية التزامات، وفى الجهة المقابلة يقوم عامل المخازن البسيط بكشف ومحاربة الفساد في المصنع في فيلم " أبو كرتونة" عام 1991.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.