حسين صدقى، دنجوان السينما الذي وصفه الشيخ شلتوت برجل الفضيلة والأخلاق، وهذا سر حرق أفلامه
حسين صدقى فنان من نجوم السينما الكلاسيكية،عشق التمثيل والتزم بالتقاليد الشرقية طوال مشواره الفنى، لقب بالمصلح الاجتماعى واشتهر بالخلق الكريم وعرف بالشيخ حسن، تخصص حسين صدقي في تقديم الأفلام ذات الطابع الاجتماعي الهادف والذي يدعو إلى القيم والمثل العليا.
كما قدم أيضا الأدوارالرومانسية، عاش زاهدا وتمنى كما لو لم يعمل فنانا، سمى بواعظ السينما المصرية وشيخها، أيضا لقب بخلوق السينما المصري.
بدأ مشواره السينمائى بفيلم " الدفاع" تأليف وانتاج يوسف وهبى، ثم شارك الممثلة أمينة محمد فيلم "تيتاوونج " عام 1927 بعد ترشيح مصور الفيلم مسيو كورنيل له ووصفه بأنه صورة من صور النجوم العالميين، وأنه هو النجم الجنتلمان بكل معانى الكلمة.
تقاضى حسين صدقى 15 جنيها عن دوره فى الفيلم، ثم اختارته أمينة نور الدين للوقوف امامها فى فيلم "عمر وجميلة" مقابل 40 جنيها، ثم فيلم "ثمن السعادة " أمام فاطمة رشدى، حتى جاءته البطولة الحقيقية فى فيلم " العزيمة" اخراج كمال سليم عام 1939،
الحلمية الجديدة كانت البداية
ولد الفنان حسين صدقي الملقب بالدنجوان والفتى الأول بحي الحلمية الجديدة بالقاهرة عام 1917 أحب الفن منذ صغره وتعرف على جورج أبيض، وعزيز عيد، وزكي طليمات فى فريق التمثيل بالمدرسة، فقرر دراسة الفن في الفترة المسائية بالمعاهد الحرة، وحصل على دبلوم التمثيل بعد عامين من الدراسة ليبدأ مشواره الفني في أواخر الثلاثينيات بمسرحية "الف ليلة وليلة " مع جورج أبيض.
عمل حسين صدقى بالتجارة بجانب عمله بالسينما وكان حريصا في الإنفاق حتى وصفه زملائه بالبخيل، وعندما دخل مجال الإنتاج كون شكة باسم شركة افلام الشباب مع حسين فوزى وتحية كاريوكا فقدمت فيلم (أحب البلدى) إلا أنه رفض التمثيل فيه لانه لم يكن راضيا عن هذه النوعية من الأفلام واستقل بنفسه مكونا شركة انتاج وحده هى (شركة افلام مصر الحديثة).
الاتجاه الى العمل الحر
دخل مجال العمل الحر بجانب التمثيل فاستأجر مقهى فى شبرا وحققت المقهى دخلا خياليا لأن صدقى كان يحاسب الزبائن بنفسه وهو فى عز نجوميته، أيضا اتجه حسين صدقى الى زراعة أرض تركها والده بالخضروات ثم عمل فى العقارات بجانب التمثيل والانتاج.
كان أول انتاجه السينمائى فيلم "العامل" عام 1942 إخراج أحمد كامل مرسى، واعترضت الرقابة عليه لتقديمه مشاكل العمال وضرورة التأمين على حياتهم، واعترض الملك فاروق على الفيلم وأصدر وزير الداخلية فؤاد سراج الدين أمرا بإيقافه ومنع عرضه رغم حذف الكثير من مشاهده، وتم عرضه بعد خلع الملك وقيام الثورة.
وصفه الشيخ شلتوت برجل الفضيلة
وعلى مدى المشوار الفنى قدم حسين صدقى 35 فيلما كان اول اخراجه فيلم ( غدر وعذاب ) عام 1947، وآخر اخراجه فيلم (خالد ابن الوليد ) عام 1958، قدم فيلم المصرى أفندى الذى يعالج فيه قضية القضاء والقدر وقدم قصته بإيعاذ من صديقه الشيخ محمود شلتوت الذى وصفه برجل الفضيلة والأخلاق الذى يوجه الناس عن طريق السينما الى الاخلاق الحميدة التي تتفق مع الدين ,
جميع الأفلام التي انتجها حسين صدقى كانت تحتوى على مفاهيم إصلاحية لذلك سمى بالمصلح الاجتماعى، فمثلا في فيلم "معركة الحياة " قدم قضية الصراع بين الخير والشر، وفى "البيت السعيد" ينظم العلاقة داخل الاسرة الواحدة،، وفى فيلم ألأبرياء عالج قضية الطفولة المشردة، أيضا فى فيلم "يسقط الاستعمار" الذى دار حول معركة المصريين مع الإنجليز فى منطقة القناة عام 1951 وقد رفض الملك فاروق ايضا عرض هذا الفيلم ولم يعرض إلا بعد قيام الثورة وخلع الملك ن وفيلم "الشيخ حسن " ينظم العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر.
اعتزال قبل الرحيل
نتيجة لعلاقته الحميمة بالشيخ شلتوت والدكتور عبد الحليم محمود، كتب الشيخ شلتوت مقالا فى كتاب اصدره حسين صدقى بعنوان ( كفاح فنان ) استعرض فيه الأدوار غير لائقة من وجهة نظره والتى قدمها صدقى خلال مسيرته السينمائية، كان نتيجته أن توقف صدقى عن التمثيل واعتزل الفن ووهب حياته لأبناء دائرته عضوا في البرلمان.
وبعد رحيله قام أولاده بحرق جميع أفلامه ماعدا فيلم خالد ابن الوليد بناء على وصيته التى تركها، ورحل في مثل هذا اليوم 16 فبراير 1976.
نقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
