يهللون للبلطجة والجريمة وغياب القانون ويقولون تطورنا!
بعد أن استعرضنا كشف حساب الدراما المصرية في رمضان هذا العام، وأشدنا بالمجيدين والمبدعين في كل عناصر العملية الفنية وهم ليسوا بالكثيرين، ووجهنا بعضًا من العتاب الرقيق لغير الموفقين منهم، على أمل الإصلاح والتغيير للأفضل فيما هو قادم بإذن الله، فكل آمالنا أن يعود صناع الدراما إلى رشدهم وصوابهم ويحكموا ضمائرهم فيما يقدمونه من موضوعات، بعيدًا عن الحسابات التجارية والترند وسطوة الإعلانات وجبروت النجوم وتحكماتهم..
فيطرحون موضوعات تحمل مضمونًا هادفًا ونافعًا، بدلًا من النماذج السلبية والمشوهة التي يروجون ويهللون لها وللأسف يقع المشاهد الطيب في فخاخها دون أن يدري؟! نريد دراما مصرية حقيقية تعبر عن الواقع ولا تشوهه، دراما ترفع من شأن المرأة لا تحط من قدرها، دراما تبحث عن النماذج الإيجابية لتبرزها لا دراما تدعم المنحرفين والمجرمين والبلطجية والمتاجرين بقوت الناس..
دراما لا تغيب القانون وتكرس لشريعة الغابة ولمبدأ البقاء للأقوى، نحلم بأن تستعيد الدراما المصرية قوتها وبريقها وريادتها التي أصبحت على المحك بشدة مع تطور نظيرتها السورية والعراقية والخليجية بصورة مذهلة في السنوات الأخيرة شكلًا ومضمونًا، وفي السطور التالية سنجري عملية تحليل سريعة لمضامين أهم المسلسلات التي عرضت في موسم رمضان أو التي دفعتنا إلى عدم الرضا بشكل عام عما قدم من أعمال في أغلبها وإلى ذكر كل ما في السطور السابقة.
ربا وزنا وتعدد الزوجات
نبدأ بالمسلسل الذي تشير الإحصائيات والأرقام إلى أنه الأكثر مشاهدةً ومتابعةً من جمهور المشاهدين وبفوارق كبيرة عن المسلسلات الأخرى! وهذا للأسف مؤشر سلبي خطير جدًا على تراجع أذواق الناس وإقبالهم على الأعمال التي تروج لأشياء وقيم سلبية ضد تقاليد وقيم المجتمع المتوارثة وهو مسلسل جعفر العمدة..
المسلسل من تأليف وإخراج محمد سامي وبطولة محمدرمضان وهالة صدقي وإيمان العاصي وزينة، والذي يدور عن رجل جبار ومغوار وبطل شرس لا يغلبه غلاب! ومعبود للنساء متزوج من ٤ نساءٍ ويعاملهن معاملة مهينة للمرأة وهن سعيدات ويتمنين الرضا له ليرضى! وهو شخص مرابي ظالم أثري ثراءً فاحشًا بطرق غريبة ومريبة؟!لديه شقيق وحيد ضعيف الشخصية زوجته تخلعه دون علمه وتعيش معه في الحرام من أجل ماله وهي متزوجة من غيره!
هذه نماذج من الشخصيات المشوهة التي روج لها هذا المسلسل وأساء بها إلى الناس الطيبين المسالمين أبناء حي السيدة زينب الشعبي العريق! دراما أخرى تناولت أحد الأحياء الشعبية الشهيرة بصورة سلبية أيضًا مسلسل الأجهر
تأليف أحمد حلبة ومحمد فوزي وإخراج ياسر سامي وبطولة عمرو سعد ودرة وعمرو عبد الجليل..
والذي تناول قصة شاب من حي الدرب الأحمر، اتهم بقتل والدته ودخل الإصلاحية ثم خرج ليعمل بتجارة وتهريب الماس والذهب والأحجار الكريمة من الدول الأفريقية ويدخل في صراعات أخلاقية ويسعى للانتقام من أبيه حتى تحقق له ما أراد! وفي النهاية يتزوج حبيبته الدكتورة دون أي مشاكل !
تجارة السلاح والآثار وغياب القانون
من المضامين السلبية التي تم الترويج لها أيضًا في رمضان والتي أساءت بشدة للمجتمع الصعيدي ما عرض في مسلسلي ضرب نار وعملة نادرة، الأول كتبه ناصر عبد الرحمن ويعرض لمشوار شاب ينزح من الصعيد إلى حي شبرا العريق بالقاهرة هربًا من الثأر ويتزوج من فتاة مكافحة مثله ولكنه يدخل السجن ظلمًا وعندما يخرج منه يتحول لشخص آخر ويعمل بتجارة السلاح ويحاول استعادة زوجته السابقة التي تزوجت رجل أعمال كبير له أنشطة مشبوهة فيدخل في صراع مرير معه؟ البطولة لياسمين عبد العزيز وأحمد العوضي وماجد المصري، إخراج مصطفى فكري..
والثاني عملة نادرة تأليف مدحت العدل وإخراج ماندو العدل وبطولة نيللي كريم وجمال سليمان وكمال أبو رية وأحمد عيد، وهو رغم أنه من المفترض أن يطرح موضوعًا مهمًا يتعلق بميراث المرأة في الصعيد والعادات والتقاليد البالية التي ترفض وتعوق ذلك، إلا أنه تحول إلى ساحة حرب وقتل وخطف وتجارة وتهريب آثار وجرائم من كل نوع في ظل تغييب واضح ومتعمد للقانون لا أجد له أي مبررٍ؟
الانتقام المكرر وأعمال بلا مضمون
من الأعمال التي أجدها مكررة ولا تحمل مضمونًا هادفًا رغم تميز أداء نجومه وهذا لايهم كثيرًا يأتي مسلسل رشيد تأليف وسام صبري وإخراج مي ممدوح شقيقة بطل العمل محمد ممدوح وشارك فيه سيد رجب وريهام عبد الغفور وصلاح عبد الله وهو عن فكرة الانتقام التي قتلت تقديمًا في أعمال فنية بين السينما والمسرح والتليفزيون..
مثل أمير الانتقام و أمير الدهاء ودائرة الانتقام والمأخوذة عن الكونت دي مونت كريستو ل اليكسندر دوما وتحكي عن شاب يزج به في السجن لسنوات عديدة ظلمًا في قضية قتل، فيخرج بعدها وقد اتخذ قرارًا بالانتقام ممن ظلموه وحرموه من زوجته وأضاعوا أحلى سنوات عمره.
أخيرًا أرى أن أعمالًا مثل تغيير جو لمنة شلبي وإياد نصار تأليف منى الشيمي ومجدي أمين وإخراج مريم أبو عوف، سوق الكانتو ل آمير كرارة ومي عز الدين، تأليف هاني سرحان وإخراج حسين المنباوي، الكبير أوي 7 ل أحمد مكي ومحمد سلام، تأليف مصطفى صقر ومحمد عز الدين واخراج أحمد الجندي، تلت التلاتة ل غادة عبد الرازق ومحمد القس، تأليف هبه الحسيني والمقتبس عن المسلسل الأمريكي Triptysh وإخراج حسن صالح كل هذه الأعمال غاب عنها المضمون الواضح رغم إجادة معظم نجومها في أداء أدوارهم ؟!