ذكرونا بهروب مرسى من السجن!
ما حدث مؤخرا بالقرب منا ذكرنا بقصة هروب مرسى وعدد من قيادات الإخوان من سجن وادى النطرون مساء يوم 28 يناير عام 2011.. وإنها لقصة مثيرة وتفاصيلها تشى بالكثير من الدلالات تناولتها بالمعلومات الموثقة الدقيقة في كتابى (اغتيال مصر) الذى صدر في جزءين كبيرين.
فقد تم اقتحام السجن من الخارج وصاحبه تمرد لبعض النزلاء في الداخل.. والاقتحام كان مخططا وشاركت فيه عناصر من حركة حماس وحزب الله اللبنانى اخترقت حدودنا وجابت أرضنا مسافة 500 كيلومتر ذهابا واُخرى ايابا لتهاجم مع عناصر من الداخل السجن ضعيف الحراسة ليهرب المساجين وفى مقدمتهم قيادات الإخوان وأبرزهم مرسى والكتاتنى والعريان وكوادر لحماس وحزب الله اللبنانى!
وبعد بضعة أيام قليلة كان مرسى يتصدر وفد الإخوان الذى أوفدته الجماعة إلى قصر الرئاسة ليتباحث مع نائب الرئيس وقتها عمر سليمان في كيفية وسبل احتواء الأزمة.. ولم يمنع أحد مرسى أو يوقفه لأنه سجين هارب رغم أنه أعلن عن مطاردة الهاربين من السجون وتم بالفعل الإمساك ببعضهم وإعادتهم إلى السجن مجددا!
غير أن هذه المفاوضات فشلت لأن الإخوان كانوا قد حزموا أمرهم وقرروا انتهاز الفرصة والتخلص من نظام مبارك وأن يحلوا محله، بعد أن ضمنوا موافقة ودعم الولايات المتحدة الأمريكية..
وقد ترشح فيما بعد مرسى في الانتخابات الرئاسية التى جرت في العام التالى 2012 ولم يتذكر أحد وقتها أنه هارب من السجن بينما تم منع الشاطر من خوض الانتخابات لأنه صدر بحقه حكم قضائى في إحدى القضايا، وأعلن فوز مرسى فى هذه الانتخابات وصار رئيسا للجمهورية لنحو عام ليعود بعدها إلى السجن مجددا..
كانت أيام لا تنسى وإن مضى بِنَا الزمن.. وها هى الأحداث الجديدة تحييها في ذاكرتنا مجددا!