الخطر أكبر
من قصر النظر اختزال تداعيات ما يحدث الآن بالسودان علينا بمصر في موضوع الجنود المصريين الذين تواجدوا في مطار مروى أثناء اقتحامه من قوات الدعم السريع وكانوا يتأهبون لخوض مناورات مشتركة مع القوات المسلحة السودانية طبقا لبروتوكول مسبقة.. التداعيات أكبر وأخطر من ذلك كثيرا.. لأنها تداعيات تمس الأمن القومى المصرى..
فما يشهده السودان حاليا من صدام عسكرى بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع سوف يؤثر سلبا على السودان الشقيق وينال من استقراره ويضعفه في محيطه الاقليمى وهذا أمر جد خطير بالنسبة لأمن مصر التى لا تريد أن تكون الاراضى السودانية مستقرا لجماعات ومنظمات إرهابية كما كان حادثا في عهد الرئيس السودانى السابق عمر البشير، ولا تريد أيضا أن يكون السودان مشغولا بأزماته الداخلية الدامية عن التهديدات الخارجية التى يتعرض لها والأطماع الأجنبيةَ فى أراضيه.
لذلك تأمل وتعمل مصر على أن يتوقف الصدام العسكرى الحالى سريعا وأن يلتزم كل الفرقاء السودانيين بضبط النفس لمنع وقوع السودان الشقيق في دوامة اضطراب واسعة تنال من استقراره، وأن يتم حل الخلافات بالتفاوض وليس باستخدام السلاح الذى يكون له دوما ضحاياه وخسائره الكبيرة ويخلف جراحا تحتاج لوقت ليس بالقصير لتضميدها خاصة إذا كانت بين الأشقاء.
مع التأكيد على أن يكون لهذا البلد الشقيق جيش واحد موحد ولا توجد به منظمات مسلحة خارج قواته المسلحة، وهو ذات الموقف الذى تصر عليه فى ليبيا وترعى مفاوضات تحقيقه. كما إن مصر من مصلحتها أن يكون السودان عفيا سليما قويا وليس نهبا للنزاعات والصدامات العسكرية وأن تكون العلاقات معه طيبة وقوية لنتدبر معه حلا لمشكلة سد النهضة في ظل الرفض الإثيوبى المستمر لإبرام اتفاق قانونى ملزم ينظم ملء وتشغيل السد بما لا يضر بمصر والسودان.