رئيس التحرير
عصام كامل

المصالح قبل المبادئ !

في الصدام العسكرى الذى يشهده السودان الشقيق بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع آثرت القوى المدنية السودانية أن تتخذ موقف الحياد وألا تنحاز لأى من القوتين المتصارعتين.. بعض هذه القوى المدنية التزم الصمت، ومن أعرب عن موقف اختار مناشدة القوتين المتصارعتين وقف الاقتتال.. ولم يتحدث أحد عن الوضع العسكرى السودانى الذى سمح بوجود السلاح خارج يد القوات المسلحة، ووجود قوة مسلحة أخرى موازية لها وتقاتلوا الآن..

 

 وحدث ذلك رغم أن القوى المدنية السودانية تعرف أن قوات الدعم السريع أنشأها البشير مكافأة لقيادتها لما قامت به في دارفور ولكى تكون حاضرة في مواجهة الجيش السودانى حتى لا ينقلب عليه.. ورغم أيضا أن هذه القوى المدنية سبق أن حملت قائد الدعم السريع مسئولية استخدام العنف فى مواجهة المتظاهرين.

 
والأغلب أن القوى المدنية التزمت بهذا الموقف المحايد لأكثر من سبب.. منها أنها أو البعض منها اقترب مؤخرا من قيادة قوات الدعم السريع بعد إعلانه تأييد الاتفاق الإدارى الذى يمهد لنقل السلطة لها.. وربما خشية أن تكون مستهدفة من القوتين المتصارعتين فيما بعد.

 


وهكذا المصالح غلبت المبادئ  والتى جعلت القوى المدنية تضمن الاتفاق الإطاري بندا خاصا بتوحيد القوات المسلحة وادماج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة، لأنه يتعين أن يكون للدولة قوات مسلحة واحدة، ويحظر حمل السلاح واستخدامه من أية جماعات وتنظيمات وميليشيات، وهذا ما تعانى منه بلد مثل ليبيا وعطل حصولها على الاستقرار. 
على كل حال إن أى حل لأزمة السودان الشقيق يبدأ من وقف الاقتتال الحالى لآن السودان تخسر الكثير بسببه.   

الجريدة الرسمية