رئيس التحرير
عصام كامل

انفجار السودان

وقعت الواقعة وانفجر السودان وبدأ الصدام العسكرى بين الجيش وقوات الدعم السريع والخاسر الأول والأكبر هو الشعب السودانى الشقيق الذى سيدفع الثمن باهظا ومؤلما وقاسيا جدا، وارتفعت الأصوات من داخل السودان وخارجه تطالب كل الفرقاء بضبط النفس والتزام الحكمة، ووقف الاقتتال للتوصل إلى تسوية سلمية، ولكن لا استجابة حتى الآن، بل إن رقعة الصدام العسكرى تتسع وتتمدد لتغطى معظم أرجاء السودان الشقيق.

  
إن هذا الصدام كان متوقعا بل ربما كان حتميا ولا مفر منه، في ظل وجود أكثر من قوة عسكرية فى السودان لا قوة واحدة مثلما هو حال كل الدول الموحدة والمستقرة.. وهذا ما حدث فى كل الدول العربية التى شهدت حروبا داخلية.


وبعد حدوث هذا الانفجار يدخل السودان الشقيق نفقا مسدودا لا يقود إلا لمأساة كبيرة تودى بوحدته واستقراره يشبه فى تداعياته وإن اختلف فى تفاصيله  ذلك النفق المسدود الذى تعيشه الشقيقة ليبيا منذ سنوات.. والذى جعلها عاجزة عن أجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.. 

 

ففى وجود صدام عسكرى  داخل السودان لا حديث بالطبع عن استكمال العملية السياسية كما كان مأمولا، وأقصى الآمال اليوم في السودان هو وقف الاشتباكات بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع وتهدئة الأوضاع الداخلية. 


واذا كان الجميع يطالبون الآن الفرقاء بوقف الاقتتال فإن هذا لا يعنى أن بعضهم يريد ذلك بالفعل، بل لآن بعض الأطراف السودانية وغير السودانية تريد أن يتواصل الصدام العسكرى ويستمر لشل السودان الشقيق وإضعافه والإجهاز عليه والنيل منه.

 


وهذا فى حد ذاته يمثل خطرا علينا في مصر، مثلما شكل شلل ليبيا خطرا علينا وعلى أمننا القومى أيضا.. وهنا بات واجبا علينا أن نحمى أمننا القومى ومواجهة هذا الخطر الآتى لنا من الجنوب كما واجهنا  الخطر الذى جاءنا من الشمال.. إنه قدرنا وسوف نقوم به   

الجريدة الرسمية