رئيس التحرير
عصام كامل

الفنان الكبير الطفل المعجزة وتحت الوصاية!

كثيرة هي الأسماء التي عرفتها الشاشة المصرية والعربية لأطفال لمعوا صغارا وربما حفروا لأنفسهم في أذهاننا وفي تاريخ الفن المصري في مرحلتهم العمرية الصغيرة مكانا كبيرا ثم اختفوا أو استكملوا مسيرتهم لكن ظلت نجوميتهم في تلك المرحلة العمرية التي وصفوا فيها ب "الطفلة أو الطفل المعجزة" من فيروز إلي لبلبلة إلي سليمان الجندي (رصيف نمرة ٥) أحمد فرحات (طاقية الإخفاء) إلي أحمد يحي (المخرج فيما بعد) وصولًا إلي جيل رانيا عاطف (هالة حبيبتي) وليزا (هند والدكتور نعمان).. 

 

مرورا بجيل ممدوح عبد العليم ونهال أبو اليزيد (وليد وراندا في الفضاء) مرورا كذلك بجيل أفلام ومسلسلات السبعينيات مدحت جمال وعمرو سهم (أوراق الورد) ودينا عبدالله وميرفت علي (الحفيد).. وغيرهم وغيرهم.. حشد هائل ممن توسمنا فيهم نبوغا مبكرا وموهبة أعلنت عن نفسها.. 

موهبة الطفل عمر شريف

كان للمخرجين دور مهم في إدارة هذه المواهب أمام الكاميرات.. بالتوجيه والصبر.. حتي تخرج لنا الأعمال بالصورة التي شهدناها وأحببناها خصوصا أن الأفلام السينمائية كانت تصور - بخلاف المسلسلات التليفزيونية- بكاميرا واحدة وهذا يعني أن المشهد الواحد يصور باللقطة الواحدة.. وبالتقطيع والمونتاج يتم تركيب المشاهد لتخرج بشكلها النهائي الذي نراه وهو ما يعني أن جهدا كبيرا يبذل للوصول إلي الساعتين متوسط زمن الأفلام العربية!


اليوم.. نقف أمام موهبة خارقة.. وخارقة بالمعني الكامل لللفظ.. عمر شريف.. طفل صغير هو بحق شريك رئيس في بطولة مسلسل "تحت الوصاية" إذ تتجلي موهبته في قدرته الفائقة علي الإقناع ، بعيدا عن توجيهات المخرج.. صحيح أن المخرج المتميز محمد شاكر خضير يدير العمل بتفوق اعتدناه منه، لكن يمكن القول إن عمر شريف يضيف إلي تعليماته أو علي الأقل يتقنها تماما بما يريح المخرج ويوفر وقته ووقت الإنتاج ووقت فريق العمل كله..

 

فتعبيراته وإضافاته من - مثلا - تقبيل أخته الصغيرة وهي تبكي تريد طعاما أو تبحث عن أمها (مني زكي) التي خرجت للعمل ربما غير مكتوبة في السيناريو وحتي لو مكتوبة فعمر شريف يؤديها بفخامة الكبار وبجودة أداء مرتفعة جدا ! 

 


"عمر شريف" قد يكون "عمر الشريف" الجديد.. يحتاج فقط إلي ضمانات الاستمرارية.. وهذا يبدأ من أسرته - مع الشركة المتحدة راعية الفن اليوم وكل المخلصين للفن المصري - التي نحييها علي موهبته وندعو له -ولهم- بالسلامة والتوفيق.. لكنها ستزيد مسئوليتها من اليوم عن مستقبل ابنها.. الذي قد تكتب له أعمال خاصة في المستقبل القريب تستثمر بقاءه طفلا عدة أعوام قادمة.. سيكون فيها تحت "وصاية" أسرته وتوجيهها.. لكننا وقد ولد كبيرا.. نريده - بإذن الله - نجما حتي الشيخوخة!
كل عام أنتم بخير..

الجريدة الرسمية