اكذوبة فرعون الخروج الاسرائيلية
لاتزال اسرائيل تزعم أن الملك رمسيس الثاني هو فرعون الخروج وتعيد الروايات الكاذبة بدون كلل وسبق أن تناول المخرج الامريكي سيسيل دي ميل في فيلمه الوصايا العشر عام 1956 ما اعتبره تسخيرا لليهود في بناء الأهرام والمعابد المصرية إلى أن تمكنوا من الخروج في عهد رمسيس الثاني الذي غرق في البحر وفيلم الرسوم المتحركة أمير من مصر الذي أخرجه الامريكي ستيفن سبيلبرج عام 1999 رغم أن كتشن عالم المصريات، المتخصص في عصر رمسيس الثاني أكد إن الخروج قد حدث في الربع الأول من عصر رمسيس الثاني!
وقد سافرت مومياء رمسيس الثاني إلى فرنسا، حيث تم فحصها فحصًا دقيقًا، ولم يسفر ذلك عن كشف أي دليل، ولو بسيط، على أن رمسيس الثاني قد مات غريقًا. وبالتالي، تنسف رواية فرعون الخروج عن رمسيس الثاني. يؤكد الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار المصري السابق، في أطروحته عن فرعون الخروج، واستنادًا إلى الكتب السماوية بأنه لا يمكن أن يكون رمسيس الثاني هو فرعون الخروج..
لأن ما كتب في التوراة لا ينطبق على عصر الرخاء والبغددة الذي عاشته مصر في عهده كما انتهت دراسة الدكتور محمد إبراهيم، التي يؤيد فيها وجود فرعونين في معضلة الخروج، الأول وهو مرنبتاح الذي قتل أبناء بني إسرائيل، وتربى موسى في قصره، والثاني هو سيتي الثاني الذي في عصره تم الخروج.
فرعون الخروج
ويري أصحاب الرأي القائل إن فرعون الخروج هو مرنبتاح، الابن الثالث عشر لرمسيس الثاني وخليفته في الحكم، فذلك يأتي استنادًا إلى لوحة إسرائيل المحفوظة في المتحف المصري بالقاهرة، التي ذكر فيها مرنبتاح أنه قضى على بني إسرائيل، وأباد بذرتهم ويمكن بذلك أن نربط بين قتل الفرعون للأبناء الذكور من بني إسرائيل والقضاء على البذرة التي توضع بواسطة الذكور.
ولكن أيضًا فترة حكم مرنبتاح لا تتحمل كل هذه الأحداث، منذ مولد موسى عليه السلام، وهروبه من مصر، ثم عودته إليها بعد نحو عشر سنوات، حتى خروج بني إسرائيل من مصر، وغرق فرعون. وذلك لان مرنبتاح حكم لمدة لا تزيد عن تسع عشرة سنة فقط! وعلى هذا، فإنه من الجائز أن يكون مرنبتاح هو الفرعون الذي قتل أبناء بني إسرائيل الذكور، وهو الذي ربى موسى صغيرًا.
أما الخروج، فيكون قد وقع في عهد سيتي الثاني، خليفة مرنبتاح، أو حتى فرعون آخر تال له! يؤكد ذلك ما جاء في العهد القديم من أن موسى لم يرجع إلى مصر إلا بعد وفاة الفرعون الذي قتل موسى في عصره المواطن المصري عندما شاهده يتقاتل مع شخص من بني إسرائيل: «وحدث في تلك الأيام الكثيرة أن ملك مصر مات. وتنهد بنو إسرائيل من العبودية وصرخوا، فصعد صراخهم إلى الله من أجل العبودية». (سفر الخروج) ربما كان ذلك هو الرأي الأقرب إلى الصواب..
إلا أن موضوع خروج بني إسرائيل من مصر سيظل من أحد أسرار الحضارة الفرعونية التي تشغل فكر المتخصصين في مجالات كثيرة، سواء الآثار أو التاريخ أو الدين، وحتى السياسة كذلك. ثم ان هناك فهما خاطئا في بعض البديهيات ومنها كلمتا ”الفرعون” و”الفرعونية” وأن كلمة فرعون كانت تعني القصر ثم أصبحت لقبا ثانويا يشير الى الملك الذي كان له لقبان أساسيان هما “إبن الشمس” و"ملك مصر العليا والسفلى" وبالتالي ليس هناك ملك مصري حمل هذا اللقب.