ترامب ومكانة أمريكا
قد يستفيد ترامب سياسيا من القضية التى يحاكم فيها الآن رغم أنها قضية أخلاقية لكن أمريكا كقوة عظمى سوف تتضرر كثيرا.. فهذه المحاكمة تفضح زيف الديمقراطية الأمريكية لأنها أوصلت شخصا مثل ترامب إلى البيت الأبيض.
قد يقول قائل إن المحاكمة تبين إن الجميع في أمريكا يتساوى أمام القانون ولا حصانة لأحد حتى ولو كان رئيسا سابقا.. وقد يكون ذلك صحيحا ظاهريا ولكن السؤال هنا: هل كان ترامب سوف يحاكم إذا كان ليس لديه نية لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
إن الممثلة الإباحية التي اتهمته برشوتها حتى تصمت فعلت ذلك مستغلة ترشحه للانتخابات الرئاسية أساسا وخصومه السياسيون شجعوها للنيل منه خلال المعركة الانتخاببة.. هكذا الفساد السياسي بين وواضح في الأمر، وهذا يزل من المكانة السياسية لأمريكا كقوة عظمى..
ويحدث ذلك في وقت تتصاعد فيه محاولات صينية وروسية تلقى ترحيبا عالميا لإزاحتها عن قمة النظام العالمى وتشكيل نظام جديد ينتهى فيه عصر القوة العظمى الوحيدة.. وبذلك سوف تسهم محاكمة ترامب وقبلها طعنه بالتزوير في انتخابات الرئاسة واقتحام أنصاره مبنى الكونجرس في التعجيل بولادة هذا النظام العالمى الجديد في ظل السعى الآن للتخلص من هيمنة الدولار الأمريكى.