رئيس التحرير
عصام كامل

يوم ترامب!

اليوم يسلم الرئيس الامريكى نفسه لبدء محاكمته فى قضية قد تقوده إلى الفوز فى الانتخابات الرئاسية المقبلة العام القادم إذا نجح في استثمارها لكسب تعاطف شعبى امريكى بتسييس القضية الجنائية التى يحاكم فيها وتصوير نفسه كشخص مضطهد، وهو ما بدأ العمل فيه ترامب مبكرا الشهر الماضى حينما أعلن أنه سيتم إلقاء القبض عليه ودعا أنصاره الاحتشاد لحمايته من استهدافه لإبعاده عن ساحة التنافس مجددا لدخول البيت الأبيض مرة أخرى. 


وفى البدايةَ ضمن ترامب بالفعل اصطفافا جمهوريا حوله لدعمه.. حتى منافسوه الجمهوريون لم يقدروا على أن يتخذوا موقفا أخر، وهذه هى الخطوة الاولى التى كان يحتاجها لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.. أما الخطوة التالية والأهم هى كسب تعاطف أكبر عدد من الأمريكيين بتقديم نفسه ضحية لخصومه السياسيين الذين سبق أن اتهمهم بتزوير الانتخابات السابقة التى فاز فيها بايدن..

 

وهذا ما يخشاه الديمقراطيون في امريكا كثيرا لانهم يعرفون أن ترامب يملك الكثير من القدرات والمهارات التى تمكنه من مخاطبة الأمريكيين، خاصة وأنه هذه المرة لا تلاحقه اتهامات بتهديد الديمقراطية الامريكية بعد دعوته أنصاره الاحتشاد لمنع تنصيب بايدن رئيسا والتى أعقبها اقتحام مبنى الكونجرس الامريكى.. 


وإذا كان محامى ترامب قد طالب بآلا تقييد يد ترامب وتصويره مقيدا كما يتم في المحاكمات الجنائية بعد تسليمه نفسه اليوم فان هناك من يقول أن ترامب يريد أن يحدث له ذلك بالفعل لانه سوف يساعده كثيرا على الترويج لصورته كضحية لخصومهم السياسيين.. 

 

 

وبالتالى تساعده على كسب مزيد من تأييد الأمريكيين له فى الانتخابات المقبلة، خاصة وأن محاكمته لا تمنعه من الترشح في الانتخابات، بل أن صدور حكم ضده بالحبس لا يمنعه من تقلد منصب الرئيس إذا فاز في الانتخابات المقبلة.
ولذلك كله.. فإن اليوم ليس يوم ترامب وحده، بل هو يوم أمريكى مشهود بالفعل سيكون له تداعياته على أمريكا كلها ومستقبل البيت الابيض فيها! 

الجريدة الرسمية