رئيس التحرير
عصام كامل

وقال ربكم ادعوني أستجب لكم

الدعاء مخ العبادة وهو مستحب في كل الأوقات وخاصة في أيام هذا الشهر الفضيل. ولقد أمرنا الحق عز وجل بأن ندعوه فقال تعالى "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" وقال سبحانه "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ". وعنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه قال "الدعاء هو العبادة ". 

 

هذا وإذا ألهم الله العبد الدعاء فقد فتح له باب القبول وضمن له الإجابة. يقول الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه.. إذا فتح الله لك باب التوفيق فقد ضمن لك القبول وإذا فتح لك باب الاستغفار سبحانه  فقد ضمن لك المغفرة. وإذا فتح لك سبحانه باب الشكر فقد ضمن لك المزيد. وإذا فتح لك باب الدعاء فقد ضمن لك سبحانه الإجابة.. نعم صدق الإمام.


شروط قبول الدعاء 

ولا شك أن الله تعالى حينما دعانا وأمرنا أن ندعوه ونسأله ونطلب منه فلا شك أنه سبحانه وتعالى قد ضمن لنا الإجابة.. وللدعاء آداب وشروط  أشار إليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله، منها الإيقان بالإجابة. أي أن يكون الداعي على يقين كامل لا يدانيه شك أن الله تعالى سيستجب له ففي الحديث: ادعوا الله وأنتم  موقنون بالإجابة..

 

ومنها استقبال القبلة عند الدعاء ويستحب أن يكون العبد أثناء الدعاء على طهارة ووضوء وأن يصلي على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله قبل دعاءه، وأن يختم الدعاء بالصلاة على حضرته فالله تعالى يقبل الصلاة على النبي قبل الدعاء وبعد الدعاء وهو تعالى أكرم من أن يدع ما بينهما.

 

ومن دواعي الاستجابة للدعاء حضور القلب عند الدعاء والخشوع والتضرع إلى الله تعالى وعدم تعجل الإجابة فالله سبحانه أعلم بما هو أنفع للعبد في توقيت الإجابة فإن كان  التعجيل بالإجابة  أنفع للعبد عجل له سبحانه وإن كان الدعاء أنفع للعبد في دفع ضر وبلاء ورفع قضاء  دفع الله تعالى عنه لدعاءه. 

 

وإن كان الدعاء أنفع للعبد في الآخرة يوم الحساب أرجئه الله وأدخره له في الآخرة. ومن شروط قبول الدعاء وإستجابة الله للعبد.. المطعم الحلال لقول الرسول صلى الله عليه وسلم لسيدنا سعد رضي الله عنه حينما سأله أن يدعوا له بأن يكن مستجاب الدعوة.. قال.. يا سعد أطب مطعمك تستجاب دعوتك.. 

 

أسباب عدم الاستجابة

هذا ولعدم الاستجابة أسباب ذكرها العارف بالله سيدي إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه حينما سئل.. ما لنا ندعو فلا يستجاب لنا قال: لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء، الأول.. عرفتم الله ولم تؤدوا حقه.. الثاني.. زعمتم أنكم تحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته وهديه.. الثـالث.. قرأتم القرآن فلم تعملوا به.. الرابـع.. أكلتم نعم الله ولم تؤدوا شكرها.. 

 

الخامس.. علمتم  أن الشيطان عدو لكم وأتبعتوه ولم تخالفوه، السادس.. قلتم إن الجنة حق وسألتموها ولم تعملوا لها.. السـابع.. قلتم إن النار حق وطلبتم النجاة منها ولم تهربوا منها.. الثـامن.. قلتم إن الموت حق ولم تستعدوا له.. التـاسع.. شتغلتم  أنفسكم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم.. العـاشر.. دفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم فمن أراد موعظة فالموت يكفيه.. 

 

هذا ومن سوء أدب وأخلاق البعض كثرة الدعاء عند وقوع البلاء وقلة الشكر لله بعد رفعه يكثر الناس الدعاء عند نزول البلاء وبعدما ينكشف عنهم ينسوا شكر الله تعالى ويعودوا إلى ما كانوا عليه من غفلة عن ذكر الله وتقصير في طاعته عز وجل، وفي هذا المعنى يقول أحد الصالحين.. نحن ندعوا الله في كل كرب ثم ننساه عند كشف الكروب وكيف نرجوا إجـابة لدعـاء قد سددنا طريقـها بالذنوب..

الجريدة الرسمية