ندب إعلامي ينقلب إلى فرح!
منذ أيام قليلة وبعد إخفاق منتخب الشباب عشنا حفلة ندب إعلامية على الكرة المصرية التى انهارت، وأمس أقام من شاركوا في الندب الأفراح بعد فوز منتخبنا الأول للكرة على منتخب مالاوى على ملعبه بأربعة أهداف، واعتبروا هذا الفوز تعبيرا عن نهوض الكرة المصريةَ.
وبالطبع مفهوم أن نحزن ونغضب لهزيمة فريق لنا ونفرح ونسعد لفوزه وأداءه الطيب.. ولكن ليس مستساغا أو مقبولا أن ينقلب إعلامنا بهذا الشكل في تقييمه وتناوله لأحوال الكرة المصرية.. أن هذا يشير إلى غياب العقلانية والموضوعية في تناول الأمور الرياضية من قبل إعلامنا الرياضى..
فًلا الكرة المصرية انهارت وإن كانت تعانى من ضعف وتراجع بالطبع، ولا هى نهضت وتقدمت وتخلصت من كل مشاكلها وتمضى على طريق الازدهار وإن كان في مقدورها ذلك.. وإنما هى بالتحليل الموضوعى تملك القدرة على المنافسة والتقدم ولكن ثمة ما يعوقها على إطلاق هذه القدرة وترجمتها إلى واقع، كما فعلت الكرة المغربية مثلا.
إلا أن هذا التحليل الموضوعى غائب عن إعلامنا الرياضي.. وللأسف الموضوعيةَ ليست غائبة عنا ونحن نتناول أمورنا الرياضيةَ فقط وإنما هى غائبة أيضا عنا ونحن نتناول أمورنا وأحوالنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية كذلك.. ولذلك نفتقد الحكم السليم على أحوالنا وحياتنا وأمورنا وأعمالنا.. وهذا يستهلك طاقتنا في التقدم للأمام وتحقيق ما ننشده من أهداف وطموحات طيبة لوطننا.
وغياب التحليل الموضوعى هو نتاج تعليم يعانى الكثير من المشاكل ويحتاج لتطوير حقيقى يراعى الواقع ويتعامل معه لتغييره، حتى يتحقق هذا التطوير المنشود الذى يقدم لنا عقول نقدية وليس عقول تتحكم فيها العواطف والأهواء وتتأثر بالأكاذيب والشائعات.
وعندما يتحقق ذلك سوف نختار بشكل صحيح في صناديق الانتخابات وسنتصرف بشكل صحيح فى مواجهة الأزمات الاقتصادية وفي أمورنا الاجتماعية، ولن نخشى تفشى التطرّف والتعصب وشيوع الكراهية بيننا.