تركيا ووساطتها في أزمة سد النهضة!
تقدم تركيا بعرض للتوسط بين مصر والسودان وإثيوبيا للتوصل إلى حل في أزمةَ سد النهضة خبر لا يمر مرور الكرام.. فإن تطبيع العلاقات بيننا وبين تركيا لم يكتمل تماما بعد رغم التقدم الملحوظ والمعلن فيه، ومع ذلك فقد بادرت تركيا بعرض وساطتها علينا.
ربما لأنها تعرف أهمية التوصل إلى حل لهذه الأزمة بالنسبة لنا في مصر، وتتابع تطورات هذه الأزمة بعد أن أعلنت إثيوبيا عن ذهابها للملء الرابع للسد دون اتفاق ملزم ومكتوب معنا نحن والسودان ينظم هذا الملء وتشغيل السد. وبالطبع نجاح أى طرف في إيجاد حل لهذه الأزمة سوف يعزز من علاقاته معنا.
من جانب آخر فإن تركيا هى واحدة من دول منابع الأنهار وبينها وجيرانها الذين يشاركونها الأنهار مشاكل، وبالتالى سوف تكون أقل استيعابا لمخاوف مصر والسودان وهما من دول المصب وليس المنبع لنهر النيل، وإن كان وزير الخارجية التركى وهو يعرض وساطته علينا لحل تلك الأزمة اعتبر أن اعتبار بلاده من دول منابع الأنهار أمر مفيد هنا لان لديها خبرات في التعامل مع شركاء الأنهار.
وبغض النظر عن ذلك لا بأس من أى دور لأى طرف إقليمي أو دولى يسهم في حل هذه الأزمة.. ولا يجب أن نكتفى بمطالبة طرف واحد فقط بلعب دور هنا، وهو أمريكا كما كنّا نامل، إنما إذا ارادت أطراف أخرى أن تساعد فى حل هذه الازمة، سواء روسيا أو الصين أو تركيا فلنرحم بها، خاصة وأن إثيوبيا هى التى تعترض أساسا على تدخل أطراف دولية بحجة أن الحل يجب أن يكون أفريقيا، وهو ما تعذر أساسا على مدى أكثر من عقد كامل.
إننا نملك قرارنا في أيدينا وحدنا ولن نقبل بالطبع غير ما نطالب به منذ سنوات وهو تشارك ملزم مع إثيوبيا فى ملء وتشغيل السد بعد الملء لحماية أنفسنا من أية أضرار نتيجة إصرار إثيوبيا على التعامل مع النيل الأزرق باعتباره بحيرة ملك لها وليس نهرا دوليا عابرا للحدود.. وتدخل أطراف عديدة ومختلفة سوف يسهم في كشف التعنت الإثيوبي في هذه الأزمة.. لقد سعينا إلى تدويل هذه الأزمة بالذهاب بها إلى مجلس الأمن، وتدخل مزيد من الوسطاء يدوِّل الأزمة فعلا.