رئيس التحرير
عصام كامل

الخاسرون

الخاسرون من اتفاق السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية أمريكا وإسرائيل.. وتتمثل خسارة امريكا في راعى هذا الاتفاق وهى الصين.. فهذه الرعاية منحت الصين فرصة لممارسة دور سياسي فاعل فى منطقتنا ويعد هذا خصما من الدور الامريكى السياسي  فيها.. 

 

وهو ما ينل من النفوذ العالمى لأمريكا سوف يكون له بالطبع تداعياته السلبية على جهودها للمحافظة على هيمنتها على العالم، من خلال نظام القطب الواحد الذى حظيت به بعد انهيار الاتحاد السوفيتى.. كما أن هذه هى المرة الاولى التى لا تكتفى الصين بالادوات الاقتصادية فقط فى التعامل مع منطقتنا وإنما برعايتها للاتفاق السعودي الايرانى صارت تستخدم مع الأدوات الاقتصادية  أدوات سياسية أيضا..

 

وهذا تطور مُلفت للانتباه ويشير إلى أن الصين كما روسيا عازمة على إنهاء نظام القطب الواحد الذى أتاح لامريكا فرض هيمنتها على أماكن كثيرة فى العالم، ومنها منطقتنا.


إن الرعاية الصينية لاتفاق السعودية وإيران يشى بأن السعودية ومعها دول الخليج العربية صارت لا تكترث  كثيرا اغضاب امريكا كما كان يحدث من قبل، انما أضحت تمد أيديها لمن تعتبرهم امريكا اعداءها، وهما روسيا والصين.. وهذا بالتأكيد أثار قلق أمريكا وإن حاولت إخفاءه بقبول الاتفاق السعودي الايرانى المقترن بالشك في التزام إيران بعدم  التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية.

 
أما اسرائيل فان هذا الاتفاق السعودي الايراني يعد إجهاضا لجهودها لتشكيل حلف عربى معها ضد ايران، وجهودها لتطبيع العلاقات مع السعودية تحديدا.. فبعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين ايران والسعودية فان اعتداءات الحوثيين على مواقع ومطارات سعودية ستتوقف وبالتالى سيقل الخطر الايرانى على السعودية، هنا ستقل حاجتها لتحالف مع اسرائيل أو للتعجيل بتطبيع العلاقات معها لإخافة ايران.. 

 

 

وهكذا خسرت اسرائيل بالاتفاق السعودي الايرانى تطبيعا عاجلا للعلاقات مع السعودية وحلفا كانت تسعى إليه مع دول الخليج لمواجهة ايران.       

الجريدة الرسمية