رابحون وخاسرون
الاتفاق الذى تم برعاية الصين بين السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما في غضون شهرين له رابحون وله أيضا خاسرون.. وأهم الرابحين لهذا الاتفاق الدول الثلاث السعودية وإيران والصين بالطبع.. فالسعودية سوف يتحقق لها التهدئة التي سعت إليها في حرب اليمن، وبالتالى ستضمن ألا تتعرض مدنها ومنشاآتها النفطية للقصف من قبل الحوثيين مجددا كما تعرضت له من قبل، وهذا سيعفيها من تكاليف هذه الحرب وتوجيهها لتمويل مشروعاتها الاقتصادية الطموحة..
وإيران سوف تظفر بتخفيف المعارضة السعودية والخليجية، لإعادة إحياء اتفاقها النووي مع أمريكا والدول الأوربية دون أن تضطر للتخلى عن نفوذها في بعض الدول العربية، كما أن هذا الاتفاق قد يشجع دولا أخرى بالمنطقة كما يأمل القادة الإيرانيون، على تطبيع علاقاتها معها..
الرابحون بالاتفاق السعودي الإيرانى
أما الصين فهى تؤمن احتياجاتها الكبيرة من النفط السعودي والخليجي، بعد أن ضمنت النفط الإيرانى والغاز الروسى، وتؤمن في ذات الوقت دورا سياسيا واستراتيجيا في منطقة الشرق الأوسط التى كانت حتى وقت قريب حكرا على الولايات المتحدة الامريكية بالكامل، وإن كان الروس بتدخلهم العسكرى في سوريا قبل سنوات قد فتحوا الباب لكسر هذا الاحتكار الأمريكى بمنطقتنا، وهاهى الصين تفتح ثغرة جديدة فى هذا الاحتكار الأمريكى لأمور منطقتنا.
غير أن الرابحين بالاتفاق السعودي الإيرانى لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما لا يقتصر على الدول الثلاث فقط، وإنما هناك دول أخرى سوف تربح من هذا الاتفاق.. من بين هذه الدول اليمن أولا التى عانت من حرب طالت لسنوات وكان لها خسائر فادحة، فهذا الاتفاق سوف يفتح الباب لوقف هذه الحرب، وربما التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة اليمنية الداخلية وإعادة بناء ما دمرته هذه الحرب.
والدولة الثانية التى يمكن أن تربح من الاتفاق السعودي الإيرانى غير أطرافه الثلاث هى لبنان التى قد ترشد إيران دور حزب الله فيه ليتسنى انتخاب رئيس له واختيار حكومة جديدة أيضا له، مع عودة الدعم المالى السعودي له مما يخرجه من أزمته الاقتصادية الحادة.
ثم تأتى الدولة الثالثة التى يمكن أن تربح من الاتفاق السعودي الإيرانى وهى العراق التى قد تلجأ إيران إلى تهدئة الجماعات والحركات العراقية المرتبطة مما يسهم في تحقيق بعض الاستقرار السياسى.. وبعدها تأتى سوريا التى قد يعجل الاتفاق السعودي الإيرانى بعودتها إلى مكانها في الجامعة العربية وعودة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة من قبل دول عربية، لأنه لن يطالبها أحد فيما بعد بأن تحجم من علاقاتها مع إيران قبل اتخاذ تلك الخطوة.
كل هؤلاء رابحون وبدرجات متفاوتة من الاتفاق السعودي الايرانى، أما الخاسرون فنتحدث عنهم غدا.