رئيس التحرير
عصام كامل

ساخرون.. غراب البين يكتب: يوميات الرذل وخطيبته مع ياميش رمضان والفانوس

غراب البين، فيتو
غراب البين، فيتو

بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية في خلق الله، قلت أريح جتتي ساعتين قبل طلوع النهار، فوقفت فوق سور بلكونة الست أم أحمد اللي بتنام بدري علشان تصحى بدري وتنزل على شغلها، وأبدا لن تقوم بفتح شيش البلكونة فتؤرق نومتي.


جلست وانكمشت داخل ريشي ويا دوب لسه عيني هتغفل وإذا بصوت الأخ أحمد الرذل يأتي من خلف الشيش قائلا: لا يا ستي أنا مش هجيب ياميش رمضان ولا فانوس رمضان ولا دياولو.. أنا مرتبي يا دوب بيكفي مواصلاتي والجمعية اللي عاملاهالي أمى علشان أدفعها مقدم للشقة اللي هنتنيل نتجوز فيها.


ثم لحظة صمت أدركت خلالها أنه يتحدث مع خطيبته في التليفون ويبدو أنها مصرة على الياميش والفانوس علشان أهلها ميقولوش عليا بخيل.


فرد عليها أحمد: يا حبيبتي هو أنتي عارفة أسعار الياميش بقت كام دلوقتى؟!.. القراصية والمشمشية والجوز واللوز اللى بتقولي عليهم أقل سعر للكيلو لأي نوع فيهم لن يقل عن 300 جنيه.. والفانوس وصل سعره لخمسمية جنيه.. إنتى اتجننتى؟!.. أنا أصلا مش ناوى آجى أفطر عندكم أول يوم علشان متكلفوش نفسكم دا كيلو اللحمة بـ 300 جنيه ودكر البط بـ500.


وهنا أدركت أن الحوار سيطول والليلة هتبوظ ومش هيكون فيها نوم، فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى “قاق قاق”.. فأخذ أحمد يصرخ ويقول: غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر. فهربت مسرعا قبل أن يفتح شيش البلكونة ويحدفنى بالتليفون ولسان حالى يقول: بقا أنا اللى جبتلكم النكد والفقر؟!.. أم خطيبتك وأهلها هم من ينكدون عليك وعلى اللى خلفتك بطلباتهم الغير طبيعية؟!


فعلا صنف البنى آدمين دا غريب جدا.. مش لاقيين يأكلوا وظروفهم ضنك ويطلبون الياميش والفوانيس فقط ليحافظوا على مظهرهم أمام أنفسهم وأمام الناس.


يعنى إيه واحدة تطلب من خطيبها يجيبلها ياميش وفانوس رمضان بحجة أنها مش عايزة أهلها يقولوا عليه بخيل؟! أنا اللى أعرفه كغراب إن البنى آدم فى الأزمة العالمية دى لازم يحط فى عينه حصوة ملح ولا يفكر فى مثل هذه الصغائر التى لا تنفع ولا تضر ويتركها للقادرين.. خاصة بعد مضاعفة أسعار الياميش والفوانيس هذا الموسم.. ومش لازم يا ستى تتصورى مع الفانوس والياميش السنادى وتنشرى صورك على فيسبوك علشان مظهرك أمام بنت خالتك وبنت عمتك اللى هما أصلا بيكحوا تراب.


نفسى كل بنى آدم يعيش على قدر رزقه كما يفعل الواد أحمد الرذل ويكف عن التقليد الأعمى الذى سيكلفه فوق طاقته.. خاصة أن العالم كله يمر بظروف قاسية ولا يسعى إلا خلف احتياجاته الرئيسية.. ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين زيكم غاويين يرهقوا بعض وكل ما يهمهم هو المظاهر الكاذبة!

الجريدة الرسمية