غراب البين يكتب: أطفال يحصدون أرواح البشر
بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله قررت أن أريح جتتى ساعتين قبل طلوع النهار فوقفت على التندة بتاعت مقهى الجمهورية بمدينة الزقازيق محافظة الشرقية، وانكمشت بين ريشى وقبل أن تغط عيناى فى النوم، وإذ بى أسمع حوارا قادما من المقهى أسفل التندة لطفل يطلب من أبيه مفاتيح السيارة كى يقودها بمفرده مستغلا أن الشوارع خاوية والناس نيام..
فيقول له والده: طبعا لأ.. مش هينفع تسوق لوحدك.. امبارح كان فيه عيل زيك كدا لم يتجاوز العشرة سنوات تسبب فى وفاة شقيقته 7 سنوات، وإصابة والدته لمجرد أن والده سمح له بقيادة السيارة فتسبب فى حادثة مروعة وكان ما كان، الطفل لم يقتنع بكلام أبيه وأصر فى طلبه بإلحاح، مؤكدا أن الشوارع خاوية وأنه مش تلميذ وأنه يبلغ من العمر 14 سنة، وليس عشرة سنوات..
الأمر الذى جعل والده يعطى له مفاتيح السيارة مستسلما لرغبته الجنونية فى ممارسة القيادة وقال له.. بس سوق على مهلك سوق خلى الدنيا تروق وهنا وقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى “قاق قاق” فراح الاب والابن وباقى زبائن المقهى يهشوننى ويقولون لى: غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر..
فهربت مسرعا قبل أن يحدفوننى بالطوب ولسان حالى يقول: بقى أنا اللى جبتلكم النكد والفقر يا شوية بنى آدمين أم إهمالكم وعدم مبالاتكم هى التى تجلب لكم النكد والهم والغم؟ يعنى إيه طفل فى العمر دا يقود سيارة بمفرده ويعرض نفسه وغيره للخطر وبموافقة أبيه؟!
ألم تتعظوا من حوادث الطرق التى يتسبب فيها الأطفال والمراهقون وتضج بهم المحاكم؟! أم أن عدم وجود عقوبات رادعة فى قوانين الطفل جعلت اللامبالاة هى عنوان التربية؟! يا ريت تحافظوا على أرواح أبنائكم وأرواح الآخرين وبلاش الدلع للأطفال الذى يؤدى إلى الموت وحصد أرواح البشر ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين زيكم دلعهم مرئ وطعمه ماسخ!