إمبراطورية المستشارين
لا تخلو جهة حكومية في بلدنا من وجود مستشارين، منهم من يكون من داخل الجهة الحكومية ومنهم من يكون من خارجها، بعضهم قد يؤدى دوره بشكل تقليدى والبعض الآخر بلا فائدة، وتبقى العلاقات الحميمة وأهل الثقة أدوات التعيين فى هذا المنصب.
وفى معظم الجهات الحكومية يعد عقابا للمسئولين المغضوب عليهم عند الإطاحة بهم من مناصبهم وتعيينهم فى وظيفة المستشار، التى تبقى مجهولة المعالم نتيجة عدم الاستفادة منها رغم ارتفاع أعدادها فى معظم الجهات، بما يمثل «إمبراطورية» وأعباء على الجهات التى ينتمون إليها.
ولكن تبقى وظيفة المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمى ذات أهمية، بشرط أن يكون الاختيار موضوعيا وتتوفر لديهم أدوات الإبداع والرؤية المهنية والعلمية المتميزة التى تصب نتائجها على الجهات التى ينتمون إليها.
هذه الوظيفة جاءت لتسهيل عمل الصحفى فى الحصول على المعلومات من مصادرها، وتفاديا للَّغط فيما يخص الملفات الساخنة التى تشغل الرأى العام، والتى تتطلب التفاعل معها بأقصى سرعة لتوضيح الحقائق، خاصة أن الإعلام يتنامى فى كافة دول العالم، وبخاصة الدول المتقدمة، هو ما يجعله من أهم وأخطر الأدوات فى التأثير على الحكومات والمجتمعات.
وهو ما فرض على المؤسسات السياسية والمنظمات الكبرى تعيين متحدث إعلامي باسمها، وعهدت إليه مسئولية التعامل مع كل وسائل الإعلام بمسمياتها المختلفة، وتنقل لها وجهة نظرها بدقة وموضوعية تجاه كافة القضايا المطروحة تجاه الرأى العام.
خاصة أنه من المفترض أن يستطيع زيادة الصورة وضوحا وإيجابية من خلال دوره فى نقل الرسالة الإعلامية، أو يجعلها سلبية إذا أخفق فى نقل الرسالة بأدائه المرتبك وغير المهنى.
المستشار الإعلامي أو المتحدث الرسمى لكى يصبح قادرا على أداء عمله بالشكل المطلوب يجب أن يكون مدركا للاتجاهات والتطورات التى تشغل الرأى العام، وملما بسياسة الإدارة، وهذا ما تفتقده العديد من الجهات الحكومية التى تصدر قرارات التعيين دون أن تضع المهارات والرؤية المهنية والعلمية والإبداع على رأس قائمة الاختبارات.