كيف نقضي على التطرف؟.. التصوف هو الحل
علامة الاستفهام الضخمة، التي حيرت الجميع، على مدار قرون عدة؛ كيف نقضي على التطرف؟! كيف نوقف بحور الدماء التي تسيل بغير هوادة، دماء مسلمة وغير مسلمة؟! كيف نقنع أتباع الفئات الضالة المضللة بالتوقف عن سفك دماء إخوانهم، وجيرانهم؟!
ما نشاهده من التصوف، وأتباع الطرق الصوفية، يشجعنا على أن نقول إن الحل عندهم.. التصوف هو الحل. الصوفية تركز أساسًا على تصفية النفوس والتسامح، ودعم وحدة الدولة الوطنية، كما تكافح الفكر الجامد، وترفض مصطلحات التكفير وجاهلية المجتمع، ومشروعات الأممية الإسلامية التى تتبناها الجماعات التي تصف نفسها بالإسلام.. الصوفية هي الأقرب للشارع في مصر والدول الإسلامية، وغير الإسلامية.
شيوخ التصوف
ما يطمح إليه شيوخ التصوف هو ترسيخ قواعد التربية الروحية، فالمصريون معروفون منذ قدم التاريخ بحب التدين، والصوفية لها تأثير سلوكى على المستويين الفكرى والروحى بما يتسق مع مقاصد الشريعة وضوابطها، إذن هى تقدم السهل الممتنع بما يؤهلها لمخاطبة وجدان جماهير متنوعة بداية من البسطاء والعوام، وحتى أعتى المثقفين والمتعلمين.
بدخول أسماء محترمة، وذات سير ذاتية ممتازة، كالدكتور علي جمعة، والدكتور أحمد الطيب، والدكتور أسامة الأزهري، والدكتور يسري جبر، والحبيب الجفري، وغيرهم، إلى ساحة التصوف، ومساعيهم الدائبة، وجهودهم المشكورة لنشر التصوف، والفكر السمح، أثر بالتأكيد على مسيرة التصوف، وتغلغله بين المصريين، وغيرهم.
أيضًا فإن وجود هؤلاء وأمثالهم في مواقع نافذة متقدمة يجعل الأمل كبيرًا في تمدد الفكر الصوفي، ومحاصرة التطرف، والتشدد الذي اتسعت رقعته في فترات سابقة، مستغلًا حالة الموات التي كان عليها حال المجتمع قبل وأثناء ثورة يناير 2011، بل وتأجج نيران الفكر التكفيري، والسماح باختراقه الساحة السياسية، وإدارة الدولة، من خلال الأحزاب الدينية، ودخول منتسبيه وعناصر الإرهاب إلى الأجهزة التنفيذية، واحتلال غالبية مقاعد غرفتي التشريع في مصر.
والمدرسة الصوفية الحديثة فى القاهرة تتمتع بأعلى الضوابط العلمية الشرعية، وهذا وحده يمنحها بريقا مختلفا عند جمهور المثقفين المتعدد فكريا وثقافيا واجتماعيا، ولهذا أرى أنها وضعت التيار السلفى فى حرج بالغ، خاصة بعد أن جردته الصوفية الحديثة من أهم أسلحته.
لكن الوصم الدائم لهم بالجهل والتبدع الدينى، هذا أمر تكافحه الصوفية المتشرعة، ولا يمكن للسلفية فى ظل تواجد نجوم المؤسسة الأزهرية وأعتى قاماتها الفكرية والدينية على قمة الصوفية المتشرعة وصمها بالجهل والتبدع، وهذا أكبر إنجاز للصوفية.