كلهم شحاتة العرابي!
كنا ولم نزل من جمهور الإذاعي الكبير شحاتة العرابي.. ككل جمهور محطة القرآن الكريم.. ويستحق الرجل المد له بعد الإحالة إلي المعاش وقد أفني عمره أمام الميكرفون ومع الناس جنديا يؤمن بما يقدم مبدعا وليس موظفا.. ونشهد أن مذيعي القرآن الكريم استطاعوا مد جسور قوية مع المصريين استنادا لجماهيرية المحطة..
من سعيد العيلي -مع حفظ الألقاب- إلي الراحل العظيم الدكتور فوزي خليل وكان مدرسة في ذاته صوتا وأداء حتي تربع ببرنامجه قبس من هدي النبوة، علي قلوب مستمعيه وهكذا كانت الدكتورة هاجر سعد الدين وعبد القادر الزنفلي وسعد المطعني ووفاء إبراهيم وعبد الصمد الدسوقي وصولا إلى الدكتور حسن مدني.. وغيرهم وغيرهم.. رحم الله من رحل منهم ومتع الباقون بكل صحة وعافية..
لكن وماذا بعد؟ تضامن الناس -مستمعون وصحفيون- مع العرابي فتم المد له.. إلا أن الإذاعة المصرية.. وفي كل شبكاتها.. تزخر بكفاءات كبيرة جدا امتلكت كل القدرات الممكنة.. وقد أهلهم ذلك لمد ذات الجسور القوية مع مستمعيهم..عرفوا برامجهم وحفظوا مواعيدها وغنوا تتراتها وانتظروها يوما بعد يوم.. كل واحد منهم مدرسة في ذاته..
وجميعهم أفنوا أيضا حياتهم بين جدران ستوديوهات الإذاعة ومنهم من ارتبطوا مع الناس بأحداث تاريخية ومهمة.. قدرتهم علي العطاء ربما في أفضل حالاتها وأنضج درجاتها.. وغيابهم بفعل قوانين ولوائح بيروقراطية لا يصح.. ولا يتناسب مع التقدم التقني والتوسع في الشبكات الإذاعية ومد بثها علي مدار اليوم ولم يعد كما كان قبل سنوات..
لذا مبرر الخروج إلي المعاش لا محل له.. وقبل سنوات أقترحنا إطلاق محطة خاصة ومستقلة يوجد لها قطاع الهندسة الإذاعية ترددها ويعمل بها فقط كل المحالين للتقاعد.. يكملوا بها مسيرة عطائهم وإبداعهم.. يلتقون بجمهورهم الذي سيرحل إليهم ليتواصل مع أصواتهم أحبوها وارتبطوا بها.. وليكن العمل بها اختياريا.. فمن شاء فليعمل ومن اختار الراحة فله ما يريد..
التفاصيل كلها يمكن مناقشتها فيما بعد عندئذ سنكسب شحاتة العرابي وكل من تعلق الناس به وما أكثرهم.. وعندئذ يصير الاستثناء قاعدة.. فكلهم -حقا وصدقا- شحاتة العرابي!