رئيس التحرير
عصام كامل

بطل العبور ومطاردة مع الشرطة!

هرعت المهندسة رحاب السمنودي لتفتح باب شقتها.. رنين الجرس لا يتوقف.. عند الاقتراب كان صوت ابنتها من خلف الباب.. معها مفتاحها لماذا لا تستخدمه؟! أسئلة كثيرة دارت في رأسها في تلك الخطوات المعدودة حتى احتضنت ابنتها التي كانت قد بدت متوترة والدموع في عينيها.. ماذا جرى؟ 

سرقوا هاتفي المحمول! من هم؟ لا أعرف.. شابان على عجلة بخارية اختطفوه واختفوا بسرعة كبيرة!
الابنة مهذبة هادئة ليست ممن يشتبكون مع الغير بالقول أو الأيدي.. صعقتها الصدمة فصعدت إلى منزلها دون حتى أن تتذكر أن بجيبها مفتاح بيتها.. 

 

والأم مهندسة تعمل عقلها في كل شئ فاطمئنت أولا على ابنتها وهدأتها ثم طمأنتها ووعدتها بالذهاب إلى قسم شرطة ثان العبور.. وقد كان! 


استقبلها رئيس المباحث.. طلب منها الجلوس.. لماذا؟ لا تعرف.. فيما يفكر؟ لا تعرف.. هل ارتكبت ابنتها شئ ولم تخبرها به؟ مستحيل.. تعرف أخلاق ابنتها جيدا.. وتعودت أن لا تخفي عنها شيئا.. أذن ماذا يحدث؟! كلما سألت طلب منها رئيس المباحث بكل هدوء الانتظار!

مطاردة مثيرة

مرت الدقائق بطيئة ثقيلة مملة.. أول ربع ساعة و الربع التالي.. الساعة الأولى مرت دون أن تفهم ماذا يحدث ومرت الساعة الثانية لم تر إلا رئيس المباحث يتابع أمرا ما.. وفجأة قال لها: هل هذا هو الهاتف؟ في صوت واحد قالت هي وابنتها: ايوة هو.. قال رئيس المباحث للابنة الطالبة: هما دول اللصوص؟ وفجأة وجدا اللصان أمامهما! صرخت: ايوااا هماااا!

 
كان أحد أمناء الشرطة قد شاهد الواقعة.. لم يتوقف لسؤال الابنة أو لطمأنتها وإضاعة الوقت.. بل انطلق خلف اللصوص. وتحول الأمر إلى مطاردة كبيرة.. تصلح مشهدا سينمائيا.. فقد شاهدهما شاب يعمل في توصيل طلبات بإحدى صيدليات العبور فطاردهما مع الأمين.. ثم انضم أحد عمال إحدى المقاهي ثم بعض زبائنها..

 

لم يكن الأمر سهلا فقد استخدم اللصوص السلاح الأبيض لكن كان الشجعان الشرفاء أسرع، لكن كانت إصابات بالغة أصابت أحمد أيهاب.. الذي يعمل عملا شريفا لينفق علي نفسه وفي الوقت نفسه يدرس بمعهد القاهرة لنظم المعلومات والعلوم الإدارية، ومنذ أمس الأول وهو تحت العلاج وأمس أجري له تدخلا جراحيا في الوجه ومع ذلك بقيت معنوياته في السماء، ورفض بكبرياء أي تعويض أو سداد لمصروفات المستشفي!


الأمين سريع البديهة والحركة صاحب الضمير اليقظ والشبان الشجعان الأبطال على رأسهم أحمد أيهاب والضابط المهذب الذي أنتظر نتيجة المطاردة قبل أن يقول حرفا واحدا.. كلهم كلهم يستحقون التحية.. ليس صحيحا أن النخوة ماتت في بلادنا..
 

جميعهم يستاهلون التقدير والاحترام وأكثر.. وأحمد إيهاب يستحق فوق ذلك الدعم والتكريم والدعوات بالشفاء.. وبكل الصور الممكنة! 
بلدنا لم تزل بخير..

الجريدة الرسمية