حنفي جبالي في سوريا.. بين الإنساني والسياسي!
"نحن في سوريا العزيزة الشقيقية لدعم سورية والتضامن معها في مواجهة محنة الزلزال ونقول للشعب السوري.. نحن أخوة ونقف إلى جواره في هذه الظروف الصعبة"، بهذه الكلمات بدأ المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب زيارته إلى الشقيقة سورية ضمن وفد البرلمان العربي لدعم الأشقاء هناك في محنة الزلزال..
البرلمان العربي أحد أهم مؤسسات جامعة الدول العربية.. وأكثرها استقلالية. واكثرها أيضًا إنحيازًا للقضايا القومية وأكثر مؤسسات الجامعة قربًا للغة الشارع العربي.. ومع ذلك لا يمكن تصور زيارة وفده لسورية بعيدا عن الموقف الرسمي العربي الذي يتغير للأفضل الآن.. ولن يستمر كثيرا تسلط إحدي الدول على قرار جامعة الدول العربية بعودة سورية إلى الجامعة التي شاركت في تأسيسها عام 1945..
ومن هنا نتوقف أمام التصريح الآخر للمستشار حنفي جبالي حين قال: "سورية ستعود إلى مكانها الطبيعي في الجامعة العربية والبيت العربي، وأن هذه الزيارة هي لدعم سورية قيادة وحكومة وشعبًا"، حيث يبدو جليا إنتقاله من الإنساني إلي السياسي وتأكيده علي دعم الشرعية هناك وليس دعم الشعب السوري وحده.. بل قيادته أيضًا!
لا أي دهشة عند كاتب هذه السطور.. بل تؤكد الأحداث صحة ما ذهبنا إليه من موقف مصر من الأزمة السورية بثوابتها الخمسة التي ذكرناها مرارا.. سلمية الحل.. الشعب السوري وحده سيد قراره.. الحفاظ علي مؤسسات الدولة السورية الوطنية.. الحفاظ علي وحدة سورية وترابها الوطني دون تجزئة أو تقسيم أو تفتيت.. وأخيرًا لا مكان للقوى الارهابية في أي حل!
لا مصر تسير خلف أحد.. ولا تخلت ولا ستتخلى عن شقيقتها.. ولا حتى تقبل أو تخضع أو تقع في كل محاولات إشعال الفتنة بين البلدين.. بين الشعبين.. الفتنة التي لا تتوقف على مدار الساعة على التواصل الاجتماعي.. نشرا وتحريضا!
تحيا مصر.. تحيا سورية.. تحيا العروبة.. المجال الحيوي الحتمي لحركة السياسة المصرية في ظل عالم قوميات قوميات! ونبقى في انتظار عودة سورية إلي بيتها العربي.