رئيس التحرير
عصام كامل

حق رودينا.. بلاغ إلى النائب العام ووزير التعليم!

نحن أمام مأساة حقيقية وكبيرة وبكل معاني هذه الكلمة شديدة القسوة.. كما في الأفلام والمسلسلات.. شاهدناها مرارًا على الشاشة.. شلة ما في أي تجمع بشري.. عمل أو تعليم.. عائلة أو جيران.. لهم فلسفة خاصة في الحياة.. بينهم عنصر مثالي أو أكثر.. يرفضون وجوده فيبدأون الكيد له! ماتت رودينا! رحلت ابنة الستة عشر ربيعًا كمدًا وغيظًا.. خوفًا وهلعًا.. فرارًا وهربًا.. قرفًا وخلاصًا!


في إحدى مدارس الجيزة الشهيرة.. طالبة شديدة الالتزام.. في الحضور والانصراف والسلوك والتحصيل والتعامل مع الجميع.. هدوء وانضباط.. تقول المعلومات إن ذلك لم يعجب بعض زميلاتها.. تنمرن عليها قولًا ولفظًا.. هكذا كما يقولون شرًّا مشترًّا.. مرة عدت بسلام..

 

الثانية مرت بقسوة.. الثالثة شكوى بغير نتيجة.. الرابعة بكاء ودموع.. الخامسة كتمان بالنفس وشكوى للداخل وبكاء ودموع.. التنمر بلغ التهديد والوعيد.. تقول المعلومات إنها خشيت الذهاب إلى المدرسة ففي يدها سيل من رسائل ضايقتها وأحزنتها يضج منها ويعج بها هاتفها المحمول.. دوار وصداع.. ألم بعد ألم..

 

تدور الدنيا بها ومن حولها.. يذهب الوعي.. تفقده تماما.. تسقط مغشيا عليها.. ينقلونها على الفور إلى المستشفي وهناك تصعد روحها الطاهرة إلي بارئها.. وفي ساعات كانت تحت الثرى.. وتبقي الأم هناك.. إلي جوارها.. في مدافن العائلة.. لا تصدق أن عروستها لم تعد هنا.. لم تعد معها.. لن تيقظها عن الصباح ولن تنتظرها عند الظهيرة ولا تحلم لا بنجاحها ولا بزفافها ولا بأي شيء.. انتهت القصة.. انتهى الحلم الجميل القصير وبدأت رحلة الأحزان!


غضب زملاؤها ومدرسوها وعمال المدرسة.. ونحن معهم.. يطالبون بالقصاص لها ونحن معهم.. خصوصا وأن تهديدات وصلت من والد إحداهن.. لم يكفهِ ما جرى. ولم يتوارَ حزنا ولا خجلا.. بل راح يهدد ويتوعد.. 

ومن أجل ذلك كله ومن أجل التحقيق الشامل في الأمر.. نقدم هذه السطور كبلاغ إلى النائب العام.. ووزير التعليم.. وإلى المجلس القومي للأمومة والطفولة.. وإلى كل من يعنيه الأمر.. ويعنيه حق رودينا.. وحق دور التربية والتعليم في بلادنا.. والحق بشكل عام.. حق الأخلاق التي ذهبت ولم تعد.. أو على الأقل عند فئات بعينها تخطئ وتتبجح.. لا تعرف فضيلة الاعتذار ولا غريزة الندم ولا صحوات الضمير!
حق رودينا لازم يرجع.. هكذا كان الهاشتاج.. وهكذا نريد! 

الجريدة الرسمية