عودة هايلي بذيئة اللسان
تأمل نيكي هايلي، المندوبة السابقة في الأمم المتحدة، وقبلها حاكمة ولاية ساوث كارولينا، في دخول التاريخ من الباب الواسع، بعد إعلان ترشحها لرئاسة الولايات المتحدة وبدء حملتها الانتخابية.
استراح العالم من نيكي هايلي، ولسانها السليط وتهديداتها البذيئة لحكام العالم، منذ استقالتها من عملها في الأمم المتحدة، لكنها تعود مجددا للأضواء عبر الانتخابات الرئاسية، ورغم ضعف حظوظها في نيل ثقة ودعم الحزب الجمهوري، إلا أنها ترتكز على نجاحاتها السابقة وتسجيلها التاريخ في أكثر من منصب بارز.
دخلت نيكي هايلي، التاريخ السياسي كأصغر امرأة تتولى منصب حاكمة في الولايات المتحدة، وأول أميركية آسيوية حاكمة في البلاد، وأول أميركية هندية في إدارة الرئيس الأميركي، حيث عينها الرئيس السابق دونالد ترامب، مندوبة لبلادها في الأمم المتحدة، وبإعلانها خوض الانتخابات الرئاسية تصبح أول مرشح جمهوري ينافس الرئيس السابق ترامب، في الانتخابات التمهيدية للحزب، وإذا فازت على منافسيها تصبح أول امرأة من أصل آسيوي تقود الجمهوريين.
ترشح نيكي هايلي للانتخابات
تجنبت نيكي هايلي، الحديث عن الرئيس السابق ترامب، في إطلالاتها الإعلامية فور إعلان ترشحها للانتخابات، وفي وقت تثني فيه على ترامب حينًا وتنتقد مواقفه أحيانًا منذ استقالتها من الأمم المتحدة، امتنعت نيكي هايلي عن الرد على سؤال يتعلق بالقضايا السياسية التي تختلف فيها مع ترامب، وقالت "نحن بحاجة إلى قيادة من جيل جديد، علينا ترك فوضى الوضع الراهن وراءنا وأن نتحدث عن المستقبل".
وطالبت نيكي هايلي، بإجراء اختبارات كفاءة عقلية إلزامية للسياسيين الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاما، مستهدفة كلا من جو بايدن ودونالد ترامب، قبل أن تهاجم الرئيس بايدن: "لا أقوم بهجوم مفاجئ بل أهاجم مباشرة.. جو بايدن هو الرئيس الحالي وهو من أترشح ضده".
يدرك الرئيس السابق ترامب، أن فرص فوزه في انتخابات الحزب تزيد مع تعدد منافسيه، حيث تتشتت حينها الأصوات بينهم، لذا رحب بترشح نيكي هايلي في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، معتبرًا أنها سياسية مهنية، وإنه يحتاج منافسين مثلها..
لكن الحقيقة أن ترشح نيكي هايلي سيشجع المنافسين الآخرين إلى الترشح مثل مايك بنس نائب الرئيس السابق، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، فضلا عن حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، الذي يعتبر أقوى منافسي ترامب، حيث كشف استطلاع أخير للرأي إن ترامب يتخلف عن ديسانتيس في أي منافسة ثنائية بينهما..
انتهى زمن مصارعة إسرائيل
لكن عندما تتوسع دائرة المنافسة لتشمل بنس وهالي وبومبيو وغيرهم من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، فإن حظوظ ترامب تتفوق على حاكم فلوريدا، بينما تحظى نيكي هايلي بنسبة ضئيلة من المؤيدين، ما قد يرجح انضمامها إلى أحد أبرز المرشحين كنائبة للرئيس مثل كمالا هاريس نائبة الرئيس الحالية.
وأيا كان المنصب الرئاسي، الذي تنافس عليه نيكي هايلي، فإن العالم لن ينسى أنها استنت "دبلوماسية الحذاء"، حين كانت سفيرة أممية للولايات المتحدة، وهددت العالم بالضرب به إن عارض قرارات الرئيس دونالد ترامب وصوت ضدها، خصوصا ما يتعلق منها بدعم إسرائيل.
وفور توليها مهامها كمندوبة لواشنطن في الأمم المتحدة، هددت بأنها ستظهر قوة بلادها بالتصدي للبلدان التي تصوّت ضد سياسات ترامب، وتوعدت من لا يؤيدون قرارات الولايات المتحدة، قائلة: "نحن نسجل الأسماء والمواقف، خصوصا أننا نقدم المساعدات للدول عندما تطلب الأمم المتحدة ذلك، لذا لا نتوقع أن تقف تلك الدول ضد قراراتنا".
كما استخدمت نيكي هايلي، لهجة بذيئة وغير مسبوقة دبلوماسيا، بقولها: "أرتدي حذاءً بكعب عالٍ، ليس للموضة، ولكن لضرب أي شخص يوجّه انتقادا خاطئا لإسرائيل ويعارض سياستنا تجاهها، فقد انتهى زمن مصارعة إسرائيل".
واعتبرت هايلي، أن إدارة الرئيس ترامب، تختلف تمامًا عن إدارة أوباما فيما يتعلق بإسرائيل، قائلة: "يوجد شريف جديد في المدينة".
بذاءة وسلاطة لسان نيكي هايلي، دفعت الكاتب الإسرائيلي المعارض جدعون ليفي، لوصفها في مقال بصحيفة هآرتس العبرية، بأنها "سفيرة إسرائيل في الأمم المتحدة"، وأنها إسرائيلية أكثر من اليمين المتشدد، حتى إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "لم يتجرأ على الحديث بالأسلوب الذي تتحدث به هايلي".