طبلة وطبال!
الطبلة آلة موسيقية إيقاعية عرفها البشر منذ قديم الزمان، والبعض يرى أن أول من اخترعها هم قدماء المصريين وأن الأتراك تولوا فيما بعد تطويرها حتى أخذت شكلها الحالي المعروف.. ويقال إن أول استخداماتها كانت دينية حيث استخدمت لتنبيه البشر قبل أن يوجه الآلهة الأوامر لهم!..
ثم استخدمت الطبلة لحشد الجنود والمقاتلين في الحروب ورفع معنوياتهم، ولذلك شاع استخدام تعبير (دق طبول الحرب) على التهديد بشنها دوما..
أما الاستخدام الشائع دوما للطبلة كان في الأفراح واحتفالات العرس والزواج.. وهناك دقات مختلفة عليها تميز بين الشعوب واحتفالاتها الخلاصة التي تميزها عن غيرها، وربما كانت طبلة الاحتفالات المصرية يميزها الدقة ونصف!..
والضرب على الطبول أو الدفوف يحتاج إلى مهارة وتدريب، ولذلك هناك تدريب على استخدام الطبول، وهو ما يميز طبال عن آخر.. وأشهر فرقة فنية تعتد الطبلة الآلة الموسيقية الأساسية لها هي فرقة طبلة الست التى ذاع صيتها مؤخرا.
غير أن المصريين استعاروا الطبلة والضرب عليها للتعبير عن النفاق للآخرين خاصة المسئولين.. وقد شاع استخدام فعل تطبيل لمن يتمادى في النفاق.. وهكذا صار للطبلة لدى المصريين مع الاستخدام الديني والاستخدام العسكري والاستخدام الاحتفالي استخداما آخر أخلاقى وسياسى أيضا..
ورغم أن المصريين لديهم تعبيرات أخرى عن النفاق والمنافقين، ابتداءً من التصفيق إلى هز الروؤس، إلا أن اصطلاح التطبيل ظل هو الأكثر ذيوعا بينهم حتى الآن، ولعل ذلك يُبين مدى الشعبية التى تحظى بها الطبلة لديهم، التى تعد أهم آلة موسيقية تستخدم في أفراحهم واحتفالاتهم المختلفة، حتى في احتفالاتهم الوطنية..
كما أن هذا يُبين أيضا أن المصريين برعوا في استخدام المحسنات اللغوية مثل التشبيه والاستعارة والكناية للتعبير عما يريدون قوله وما يبغون توجيه النقد إليه، إما على سبيل السخرية وإما تجنبا للمسائلة وتداعياتها!