ارتباك!
بسبب أزمة النقد الأجنبي تأخر الإفراج عن علف الدواجن لفترة من الوقت تضررت فيها صناعة الدواجن وانخفض الانتاج فيها فارتفعت أسعار الدواجن والبيض.. ورغم الإفراج عن الاعلاف فإن الأسعار لم تتوقف عن الزيادة لأن دورة الإنتاج تستغرق وقتا..
ولذلك تفكر الحكومة كما أشارت بعض الأنباء في استيراد كمية من الدواجن لتغطية الزيادة المتوقعة في استهلاك الدواجن خلال شهر رمضان حتى لا تنفلت أسعار الدواجن.. وهكذا اضطرت الحكومة أن تنفق مزيدا من النقد الأجنبي وكان في مقدورها أن توفر ذلك إذا ما كانت قد اهتمت بالافراج في الوقت المناسب عن أعلاف الدواجن من الجمارك، أى قبل أن يتخلص اصحاب مزارع الدواجن من كميات من الكتاكيت وتصاب بالعطل صناعة الدواجن في البلاد التى أغنتنا عن الاستيراد من الخارج.
هذا نموذج من التصرفات الحكومية التى يشوبها قدر من ارتباك حكومى في ظل أزمة اقتصادية تحتاج لأقصى قدر من الانتباه واليقظة.. ففى الوقت الذى كان فيها أصحاب مزارع الدواجن يشكون من نقص الأعلاف كانت اسواقنا متخمة بالملابس الجاهزة وأدوات التجميل والحلوى والاثاث والعطور وأدوات النظافة المستوردة من الخارج!
ومادامت الحكومة تفكر ولم تتخذ بعد قرار استيراد الدواجن من الخارج لتغطية الزيادة في استهلاكها خلال شهر رمضان فعليها أن تفكر في اقتراح آخر يوفر عليها ما ستنفقه من نقد أجنبي لاستيراد الدواجن..
ويقضى هذا الاقتراح تقديم دعم مشروط لأصحاب مزارع الدواجن والشرط هو أن يبيعوا الدواجن والبيض بأسعار مناسبة يتم الاتفاق عليها معهم للتخفيف عن المستهلكين. وبذلك سوف يستفيد الجميع.. مستهلكين ومنتجين والحكومة أيضا، وسنوفر حماية أيضا لواحدة من الصناعات المهمة في البلاد.