انتخابات نقابة الصحفيين وعلاقتها بوزارة المالية
أيام قليلة تفصلنا عن انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين، الانتخابات التي تتكرر كل عامين وتكون سببا في لم شمل الجماعة الصحفية من حيث اللقاء والحديث عن أحوال الصحفيين حتى لو نظريا.. وبصفتي عضوا في هذه الجماعة منذ عام 2005 أؤكد وبكل أمانة وصدق بأن ما كان لم يعد كما كان، بسبب تغير مفهوم الانتخابات لكل من ينتمي للنقابة.
ولذلك ليس غريبا أن تجد القناعات الخاصة بما سيقدمه المرشحون لمنصب النقيب والعضوية تغيرت عند الجماعة الصحفية، فعندما تسأل عن الذي سيقدمه المرشح الجديد لمنصب النقيب ستجد هناك إجماعا في الحديث عن القيمة الجديدة في زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا، أما مرشحو العضوية وباقي المناصب ستجد الحديث عن الخدمات الجديدة المقدمة للجماعة الصحفية تتصدر المشهد.
وبحكم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العالم كله تظل قيمة الزيادة في بدل التدريب هي الشغل الشاغل في انتخابات النقابة، وللحديث عن بدل التدريب تجد نفسك تتحدث عن العلاقة بين الدولة والنقابة بحكم أن هذا البدل يخرج من وزارة المالية، وبالتالي تجد نفسك في النهاية في وضع مقارنة بين نقابة الصحفيين والكثير من النقابات الأخرى وعلاقة وزارة المالية بالعديد من الهيئات والمؤسسات الأخرى من حيث الدعم المادى.
بدل التدريب ونسبة التضخم
وفي النهاية ستجد نفسك أمام حقيقة مؤلمة وهي أن الزيادة المتكررة في بدل التدريب والتكنولوجيا والتي يأتي بها المرشح لمنصب النقيب الذي يرتبط بعلاقة قوية مع الدولة قليل للغاية بل وربما يكون في مثل هذه الظروف التي نعيش فيها لا يساوي شيئا إذا وضعنا في الاعتبار أن هناك الكثيرين من الجماعة الصحفية يعتمد بشكل كبير على هذا البدل شهريا.
وبعيدا عن الكلام المكرر بخصوص ماذا نريد من مجلس النقابة الجديد أو النقيب الجديد من حيث الدعم المادي وزيادة بدل التدريب والتكنولوجيا بما يتوافق مع نسبة التضخم الكبيرة التي تعيشها البلاد والظروف الاقتصادية الصعبة التي تسيطر على الجميع، وبغض النظر عن الخدمات التي تقدمها النقابة سواء مشروع علاج أو خدمات أخرى، فأنا واحد من الذين يطلبون عودة الهيبة لكارنيه النقابة من جديد.
بالإضافة الى ضرورة تشديد الإجراءات الخاصة بشروط القبول في النقابة بعدما سمعنا شكاوي الكثيرين من الغيورين على المهنة بأن هناك من يتحايل على الشروط الحالية من أجل إدخال من ليسوا مؤهلين من أجل الحصول على الكارنية فقط، أيضا أرغب في أن يكون مشروع العلاج لأعضاء النقابة أفضل مما هو موجود حاليا مع الاعتراف بأن هذا المشروع يعتبر من أفضل الخدمات التي تقدمها النقابة حتى الآن.
أما الحديث عن الانتخابات والدعاية الموجودة للمرشحين، فأعتقد أن نسبة كبيرة من الجماعة الصحفية لا تحتاج لمعرفة المرشحين فهم معروفين سواء الجدد أو القدامى، ومعروف من يستحق الأصوات ومن لا يستحق بحكم أن أعضاء النقابة عددهم قليل جدا بالمقارنة بباقي النقابات، وبالتالي فالعلاقات بينهم لا تحتاج لوسيط وربما يكون الزملاء الجدد في النقابة هم من يحتاجون لمعرفة تاريخ كل مرشح حتى يقرر لم يمنح صوته بعيدا عن تكتل المؤسسات القومية والأصوات الانتخابية من خارج هذه المؤسسات سواء للصحف والمواقع الحزبية أو الخاصة.
وأخيرا.. ستمر انتخابات التجديد النصفي الجديدة مثلما مرت انتخابات كثيرة سابقة وسيظل التاريخ هو من سيحكم على ماذا قدم من سيتواجدون على كرسي مجلس النقابة، فمثلما أثبت البعض أنه جدير بهذا المكان لتفانيه في تقديم كل ما هو مطلوب منه للجماعة الصحفية، أيضا هناك من خذل الأصوات التي جعلته يجلس على الكرسي، وبالتالي فالانتخابات تفرز وتكون بمثابة كشف حساب للجميع.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية