رئيس التحرير
عصام كامل

الفن وسنينه

جزء ثان لصعيدي والناظر.. التاجر لما يفلس؟!

في تاريخ السينما المصرية الحافل أفلام حققت نجاحاتً كبيرةً على المستويين الفني والجماهيري وصارت من الكلاسيكيات ومازالت تعيش في وجداننا حتى الآن والأمثلة على ذلك كثيرة جدًا، ولم نسمع أو نقرأ يومًا عن رغبة صناع هذه الأفلام في عمل جزء ثان لها بعد مرور سنوات طويلة على إنتاجها رغم أن نهايات بعضها كانت تصلح لاستكمال الأحداث في جزء آخر! 

 

فمثلًا هل سمعنا أن المخرج صلاح أبو سيف فكر في عمل جزء ثان من رائعته القاهرة 30، لسعاد حسني وحمدي أحمد؟ أو  الزوجة الثانية لسعاد حسني أيضًا، أو البداية بطولة أحمد زكي وجميل راتب؟ وهل قرأنا تصريحًا قديمًا لـ عبد الحليم حافظ عن رغبته في تصوير جزء ثان لشارع الحب أو حكاية حب أو أبي فوق الشجرة ؟ 

 

فلا جدال أن صناع هذه الأعمال الخالدة كانوا يدركون جيدًا أن تقديم جزءً ثان من هذه التحف السينمائية سيكون أشبه بالمغامرة غير المحمودة العواقب ولا مضمونة النجاح بنفس قدر الجزء الأول الذي دائمًا ما يحدث حالةً وتفاعلًا عند الجمهور تخفت كثيرًا بعد مرور سنوات طويلة وظهور جمهور جديد تختلف أذواقه عن سابقه ومن ثم لا يحقق الجزء الجديد من الفيلم نفس النجاح السابق في أغلب الأحيان..

 

 ولنا شواهد عديدة في السينما العالمية والمصرية فصناع الفيلم الكبير رصيف نمرة 5 عندما فكروا في استنساخ جزء ثان من الفيلم بعد نحو 27 عامًا جاء هذا الجزء ضعيفًا وملفقًا ولا يليق أبدًا بالفيلم الأول، ومن ثم لم يحظ فيلم وحوش الميناء بالنجاح الجماهيري والفني المأمول! رغم وجود نجوم كبار فيه مثل فريد شوقي وبوسي وفاروق الفيشاوي وسيناريست كبير كعبد الحي أديب ونفس مخرج الفيلم الأول نيازي مصطفى؟!


التاجر لما يفلس


لا شك أن الوازع الحقيقي الذي يحرك كل من يحاول تقديم جزء جديد من فيلم ناجح بعد مرور سنوات طويلة على الجزء الأول هو استثمار نجاح هذا الجزء ومحاولة مغازلة الجمهور وتذكيره به لعل وعسى يدرك جزءً امن هذا النجاح، ولكنه لا يعي أن الجمهور يتغير وتتغير أذواقه باستمرار، ومن ثم فالعمل الذي نجح بشدة من 20 عامًا مثلًا قد لا يتحقق له نفس النجاح السابق..

 

فالأصل دائمًا ًيكسب أكثر من الصورة والنسخة المستنسخة منه! وهذا الاتجاه لدى بعض السينمائيين من منتجين وكتاب ومخرجين وممثلين يعكس استسهالًا وإفلاسًا فنيًا واضحًا، فبدلًا من البحث عن موضوعات جديدة تهم الناس يلجأون إلى محاولة مغازلة الأفلام القديمة وهو ما ينطبق عليهم قول: التاجر لما يفلس يدور في دفاتره القديمة.


المطاريد، هو أحدث الأفلام التي ينطبق عليها هذا القول، يعرض من أواخر الشهر الماضي كتبه صلاح الجهيني وأخرجه ياسر سامي وبطولة أحمد حاتم وإياد نصار وهو يعد جزءً ثانً للفيلم الكوميدي 424 تأليف فاروق صبري وإخراج أحمد فؤاد وإنتاج عام1981.. 

 

حيث يعود صلاح من الولايات المتحدة بعد وفاة والده، يونس شلبي، لاستلام ميراثه فيجد من بينها نادً لكرة القدم فيحاول بيعه؟! وهو ما يتشابه مع الفيلم الأصلي  حيث يرث منصور الشاب الريفي ناديًا لكرة القدم عن أبيه فيقوم ببيع كل لاعبي الفريق دفعة واحدة؟!  

 

الفيلم  لعب بطولته مجموعة من أبرز نجوم الكوميديا آنذاك.. يونس شلبي وسمير غانم ووحيد سيف ونجاح الموجي وحقق نجاحًا جيدًا في ذلك الوقت أما، المطاريد فحصد 3 مليون و500 ألف جنيها فقط في أسبوعين كاملين!


 صعيدي وإسماعيلية 


نجم الكوميديا محمد هنيدي صرح أكثر مرة في الفترة الأخيرة أن السيناريست مدحت العدل انتهى من كتابة الجزء الثاني من فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية، الذي أنتج في 1998 وحقق 27 مليون جنيها إيرادات هي الأعلى في التاريخ وقتها ولعب بطولته محمد هنيدي مع منى زكي وغادة عادل وأحمد السقا وأخرجه سعيد حامد وفتح به طريق النجومية لكل هؤلاء الفنانين..

 

وكشف هنيدي عن أن السقا سيجسد دور صاحب محطة فضائية في الجزء الجديد كما أعلن المؤلف مدحت العدل أن النجمتين منى زكي وغادة عادل وافقتا على المشاركة بالفيلم بجانب هنيدي والسقا، ولكن كيف سيكون الحال في ترتيب أسماء النجوم لو تم عمل هذا الفيلم ؟!


على نفس المنوال أشار السيناريست القدير صاحب الفيلم الذي أفسح المجال لسينما الشباب بفيلمه الظاهرة إسماعيلية رايح جاي، أحمد البيه، إلى أنه والمطرب الكبير محمد فؤاد يسعيان بجدية إلى تقديم الجزء الثاني من هذا الفيلم، وأنه شرع في كتابته بالفعل وأن محمد عبد الرحمن توتا مرشح لدور هنيدي وغادة عادل في دور حنان ترك مع خالد النبوي من أبطال الفيلم الأول..

 

 إضافة إلى مجموعة من الشباب سيمثلون أولاد أبطال الجزء الأول بعد مرور 25 عامًا، الذي لعب بطولته محمد فؤاد ومحمد هنيدي وحنان ترك وخالد النبوي وتجاوزت إيرادته الـ 15 مليون جنيه بما يزيد عن 100 مليون جنيه بسعر الدولار ومعدل التضخم حاليًا.


الناظر وحريم كريم 


من الأعمال الكوميدية الجميلة يأتي فيلم الناظر تأليف أحمد عبدالله وإخراج شريف عرفة عام 2000، وبطولة الراحل علاء ولي الدين ومحمد سعد وبسمة وحقق 16 مليون جنيهًا إيرادات، وقد فاجأ منتجه مجدي الهواري الجميع مؤخرًا بتصريحه أنه والمؤلف أحمد عبد الله يحضران لجزء جديد من الفيلم بعنوان ابن الناظر، وأنه يرشح الفنان أكرم حسني للبطولة حيث يستكمل مسيرة أبيه في إدارة مدارس عاشور بعد رحيل والده.

 


وأخيرًا أكد المطرب مصطفى قمر أنه يحضر مع المؤلفة زينب عزيز والمخرج علي إدريس لتقديم فيلم أولاد حريم كريم، وهو الجزء الثاني من فيلم حريم كريم الذي أنتج عام 2005، وحقق إيرادات معقولةً وقتها بلغت نحو 6 ملايين  و500 ألف جنيهاوشاركه البطولة ياسمين عبد العزيز وداليا البحيري وبسمة وريهام عبد الغفور، وأشار إلى أن الفنانتين داليا البحيري وبسمة وافقتا على المشاركة في الجزء الجديد وأن الفنانة المنتجة بشرى ستقوم بإنتاجه فيما أعلنت ريهام عبد الغفور اعتذارها عنه!

الجريدة الرسمية