الفن وسنينه
امنعوا هذه الأفلام لعادل إمام؟! (3)
عزيزي القارئ نستكمل وننهي في هذا المقال بقية الحديث والتحليل والشرح لأفلام الفنان الكبير الاستثنائي عادل إمام وبالتحديد النوعيات غير المستحبة والتي قدمت نماذج وأنماطًا من الشخصيات غير السوية التي روجت لحلول فردية دموية ولتغييب القانون ولنشر المفاسد والقيم السلبية التي تضر المجتمع وهو ما يتنافى مع رسالة الفن والفنان بصفة عامة والسينما بصفة خاصة والتي تحض على مكارم الأخلاق وتروج للنماذج الإيجابية التي يحتاجها الشباب لتكون قدوةً ودليلًا في في الحياة وتمنحه الأمل دائمًا في غدًا أفضل من واقعه الذي يعانيه ويكابده.
نماذج سلبية ومشوهة
هناك بعض النماذج من الشخصيات المكروهة والمشوهة وغير المبررة قدمها الفنان عادل إمام في بعض أعماله منها فيلم زوج تحت الطلب، إنتاج 1985 تأليف حلمي سالم وإخراج عادل صادق وشارك في البطولة فؤاد المهندس وليلى علوي وسعيد عبد الغني ومحمد رضا، وتناول قضية شائكة وهي المحلل الشرعي والتي يتخذها بعض الرجال وظيفة ووسيلة لكسب المال، والتي استنكرتها بشدة دار الإفتاء المصرية مؤكدةً انها تخالف تعاليم الدين الإسلامي الذي يشترط أن يكون الزواج غير مؤقت!
وقد جسد فيه عادل إمام دور شاب موظف بسيط يكلفه مديره في الشركة أن يعمل محللًا شرعيًا لزوجته التي طلقها ثلاث مرات مقابل مبلغ مالي كبير وهو ما يسوغ له ويكرره مراتً مع أصدقاء هذا المدير من كبار الاثرياء دون أي مبررًا أو منطق ؟!
وللتدليل على خطورة هذا الفيلم وموضوعه أننا اكتشفنا وجود عددً من الرجال يعملون بهذه الوظيفة بل إن أحدهم تجرأ وأعلن عن نفسه بإنشاء صفحة رسمية على الفيسبوك متباهيًا بأنه تزوج ٣٣ سيدةً لهذه المهمة الشرعية؟! وتم أيضًا القبض على رجل يمتهن هذه المهنة بعدما كان يقوم بتصوير السيدات اللاتي يتزوجونهن كمحللًا شرعيًا في أوضاع غير لائقة ليلة دخوله بهن ثم يبتزهن وأزواجهن بعد ذلك بمبالغ مالية كبيرة تبدأ من ٣٠ ألف جنيهًا ؟!
الواد محروس بتاع الوزير
نموذج آخر من النماذج السلبية السيئة قدمه عادل إمام في عمل سينمائي من أضعف أعماله وهو الواد محروس بتاع الوزير، قصة وحوار يوسف معاطي وسيناريو محمد صلاح الزهار وإخراج نادر جلال وإنتاج عام ١٩٩٩، تدور الأحداث في قالب كوميدي حول محروس المجند، ولكن لأنه من قرية الوزير مدكور الذى أدى دوره كمال الشناوي يطلب والده من الوزير أن يلحقه بمكتب الوزير..
فيستغل محروس هذا الوضع ويطلع على أسرار الوزير خاصةً زواجه السري ويهدده بل وينجح في دخول مجلس الشعب بشكل كاريكاتيري غير منطقي ويتزوج إثنتين منهما زوجة الوزير الثانية الفاتنة إضافةً إلى زوجته القروية الأولي، ويصبح كل همه حصار الوزير بسيل من الاستجوابات والاتهامات وجمع المال بكل الوسائل مشروعةً أم غير مشروعةً؟! شاركت في البطولة وفاء عامر مع منال عفيفي وحسن مصطفى وأسامة عباس.
عمارة يعقوبيان وبوبوس
عمارة يعقوبيان للكاتب علاء الأسواني وإخراج مروان حامد إنتاج عام 2006‘ وفيه نجد شخصياته كلها تقريبًا مشوهةً وغير سويةً ويلعب هاجس الجنس فيها دور البطولة باختلافات بين هذه الشخصيات كل حسب تركيبته وظروفه والجميع رغم تباين مستوياتهم يعيشون في عمارة يعقوبيان الشهيرة بوسط العاصمة، وجسد فيه عادل إمام دور ذكي الدسوقي، المهندس ابن الباشوات العجوز المتصابي الذي لا هم له غير إشباع ملذاته ورغباته واصطياد النساء من كل وأي مكان وهو ما يوقعه في مشاكل ومطبات عديدة معهن وبسببهن مع شقيقته الطامعة في أملاكه وشقته!
ورغم أن البعض يرى أن الفيلم حاول نقل صورة للواقع الذي نعيشه إلا أن قتامة هذا الواقع وشخوصه المقززة وتركيزه في عمل واحد فقط لا هدف له؟! جعله فيلمًا فجًا يدعو للاشمئزاز؟! وللأسف شارك في هذا العمل نخبة من الفنانين الجيدين.. يسرا ونور الشريف وهند صبري وخالد صالح وخالد الصاوي وإسعاد يونس وسمية الخشاب.
أخيرًا يأتي فيلم بوبوس إنتاج عام 2009 ليتوج سلسلة الأفلام غير المستحبة للفنان عادل إمام والتي تقدم نماذج سلبيةً مرفوضةً وغير مبررةً، بل إن هذا الفيلم يتفوق على معظم سابقيه من هذه السلسلة من حيث الضعف الفني الواضح كتابةً وتمثيلًا وإخراجًا! حيث اعتبره كثير من النقاد من ضمن الأكثر سوءًا بين أفلام عادل إمام! لدرجة أن بعض هؤلاء النقاد طالب عادل إمام وقتها بالاعتزال حفاظًا على تاريخه!
الأحداث تدور حول رجل الأعمال محسن هنداوي الذي يعاني من التعثر المالي الشديد نتيجة أزمة مالية عالمية فيلجأ إلى الحصول على قروض من البنوك وتتراكم عليه الديون ويقيم علاقة غريبة مع سيدة أعمال متعثرة مثله! ورغم أنه من المفترض أن الفيلم يطرح قضية هامة وجادة وهي هروب رجال الأعمال بمليارات القروض من البنوك وعالم البيزنس وكواليسه، إلا أن الفيلم عبارة عن عدة اسكتشات ونكات وإيحاءات جنسية سخيفة وغير مبررة وكان أشبه بالطبخة السينمائية الفاسدة؟! أعد هذه الطبخة المؤلف يوسف معاطي وسواها المخرج وائل إحسان مع عادل إمام ويسرا وأشرف عبد الباقي وعزت أبوعوف ولكن لم يأكلها أو يهضمها الجمهور والنقاد!
