صلاة من وحي صوم نينوى ويونان النبي
أبي.. إني أصرخ إليك من جوف ضيقاتي وحوت آلامي الذي ابتلع قلبي ونفسي.. أصرخ كي تحررني من ضعفي وتظهر قوتك فيَّ، وأصلي أن تحرر نفسي من كل قيود تتملكها..أصلي أن تهزم كل قوات اليأس المتملكة على حياتي..
أن تهزم شيطان يأسي والذي يخبرني طوال الوقت أني بمفردي..
أصلي وأنا أعلم يا أبي أنك تسمع لكل كلام شفتي، وهمهمات قلبي الصغير الذي ينتظر عملك في روحي وفي حياتي..
أعلم يا أبي أن هناك خطايا كثيرة تقف حاجزًا بيني وبينك، تقف جدارًا يجعلني لا أراك بوضوح ولا أرى عملك فيَّ بصورة واضحة.
ولكني أدرك يا أبي أن لك قوة أن تكسر كل خطية متملكة على قلبي، أن تفتقدني بنعمة قوية، كما افتقدت شعب نينوى.
أو كما افتقدت أيضًا السامرية وانتظرتها على البئر وأعطيتها نعمة وأريتها حبًا كانت تفتش عنه في عيون الكل وقلوبهم ولم تجده..
ولكنها وجدته في قلبك وفي نظرتك لها، فأنت لم تحكم عليها كما كان يحكم الناس عليها وعلى ضعفها.. بل حكمت بحنيتك وأبوتك لها بأن تكون لها حياة وعهدًا جديدًا معك، وأنا كذلك يا أبي.. أنا كذلك أتمنى أن يكون ليَّ عهد جديد معك، وحياة جديدة لا يكون فيها سلطان على قلبي أو حياتي غيرك.
فأنا أنتظرك وأنتظر عملك في حياتي وأعلم أنك لن تخذلني، بل ستأتي، وتغير فيَّ وتعيد تشكيلي، حتى وأن توجعت قليلًا، فأنا أعرف كم أنت جراح ماهر تجرح وتعصب لتعيد الحياة في قلبي.. قلبي الذي أذبلته الأيام ولكن نعمتك بالطبع ستعيد له الحياة فأنت واهبها، وواهب الفرح.