الصدر الأعظم، الإصلاحي الذي هدد عرش العثمانيين وقتلوه في ظروف غامضة

أحمد مدحت باشا، عزل في مثل هذا اليوم من عام 1877 من منصبه كصدر أعظم للدولة العثمانية، ولم يكتف السلطان عبد الحميد الثاني بذلك، بل قرر نفيه خارج أراضي الدولة العثمانية، ليتوفى بعدها بسنوات في ظروف غامضة. 

عن أحمد مدحت باشا 

أحمد مِدحت بَاشا، ولد في أكتوبر 1822 بإسطنبول، وقضى نشأته في بلغاريا، حيث كان والده قاضيا على بعض نواحيها وظهرت نجابة أحمد مدحت باشا منذ حداثة سنه فحفظ القرآن الكريم وتعلم اللغتين العربية والفارسية، إضافة إلى لغته الأصلية التركية، لذلك لقب بمدحت نظرا لذكائه ونجابته، كما برع في الخط والكتابة الأمر الذي ساعده في العمل ككاتب في مجلس الصدر الأعظم، وهو لم يبلغ العشرين من العمر.

توظف في بدايته بقلم الديوان في الباب العالي، وبدافع من تشجيع رشيد باشا صاحب فكرة حركة التجديد في الدراسة على النمط الأوربي اتخذ فرماني التنظيمات بداية شاملة لهذه الحركة التغريبية ورشح أحمد مدحت باشا لتعلم اللغة الفرنسية. 

عين أحمد مدحت باشا عام 1860م واليا على نيش بعد أن اظهر كفاءة كبرى، ثم نقل واليا على الطوفة عام 1864م لمدة ثلاث سنوات، وعاد بعدها إلى إسطنبول ليشغل منصب رئيس شورى الدولة لمدة عام واحد، ونقل بعدها واليا على بغداد لينجح في بسط سيطرة الدولة العثمانية على بلدان الخليج لتشمل الكويت، قطر، والبحرين ويحل النفوذ العثماني المباشر محل السعوديين في الأحساء ونجد. 

صراع أحمد مدحت باشا مع بريطانيا والصدر الأعظم 

أثار هذا الأمر بريطانيا التي كانت ترغب في الاصطدام مع العثمانيين، لأن ذلك يخرق السلم في البحار، وقد يؤدي إلى تدمير التجارة البريطانية، إضافة إلى المشكلات السياسية التي ستنجم عن هذه الحرب وهنا ظهرت بوادر الخلاف بينه وبين الصدر الأعظم وقتها محمود نديم باشا. 

ترك أحمد مدحت باشا بغداد وصدر أمر تعيينه واليا على أدرنة، ولكنه في مقابلة له مع السلطان عبد العزيز تمكن من إقناع عبد العزيز بعزل محمود نديم من الصدارة، ثم أقعنه في نفس المقابلة بأنه جدير بهذا المنصب، فتم تعيين مدحت باشا صدرا أعظم لأول مرة عام 1872 م.

تطورت الأحداث وبعد أن كان من المقربين للسلطة، اغتيل السلطان عبد العزيز، وبعد تولي عبد الحميد الثاني الحكم أمر بمحاكمة أحمد مدحت باشا بتهمة الضلوع في اغتيال عمه السلطان عبد العزيز وحكم عليه بالإعدام إلا إن الحكم خفف إلى المؤبد ونفي إلى الطائف حيث مات فيها مخنوقا في ظروف غامضة عام 1884م.

الوجه الإصلاحي لـ أحمد مدحت باشا 

يعتبر أحمد مدحت باشا من أشهر الإصلاحيين العثمانيين الذين تبنوا فكرة الإصلاح على الطريقة الأوروبية، ولقب بـ «أبي الدستور» و«أبي الأحرار» حيث سعى إلى إعلان القانون الأساسي وتدشين البرلمان العثماني عام 1876م، وكانت هذه الألقاب خلف اتهامه من السلطان عبد الحميد بالتآمر مع الدول الاوربية لعزل السلطان عبد العزيز وقتله، لاسيما أن أحمد مدحت باشا كان يحمل لواء الإصلاح والحرية في الدولة العثمانية.

وصل السلطان عبد الحميد لهذه النتائج بعد تحقيقات من أجهزته التي أثبتت أن  أحمد مدحت باشا أفضى مرات عدة أسرار الدولة بسبب سكره المستمر مع الغربيين بعد توليه منصب الصدر الاعظم، وكان يشير في كلامه إلى مساوئ الحكم وخاصة حكم السلطان عبد الحميد.

كما كان أحمد مدحت باشا معجبا بالنظام الديمقراطي الموجود في انجلترا، وأراد للدولة العثمانية تطبيق نظام مشابه لتصبح في مقدمة الدول، وهو ما أغضب السلطة الحاكمة في اسطنبول التي انتقمت منه شر انتقام وقرر السلطان عبد الحميد محاكمة المتهمين في مقتل السلطان عبد العزيز بعد خمسة اعوام من مقتله وتشكلت محكمة يلدز في 27/7/1881 وكان على رأس المدانين أحمد مدحت باشا. 

نفي أحمد مدحت باشا إلى الطائف، ومات في السجن بظروف غامضة عام 1883م، وظل هناك حتى  عام 1951م، حيث نقلت رفاته إلى تركيا بطلب من الحكومة التركية وأُعيد دفنه هناك.

مراد الثاني، السلطان الذي اعتزل السلطة ورجع مجبرا لإنقاذ الدولة العثمانية

جبران خليل جبران، المسيحي الذي عشق النبي محمد وحارب الدولة العثمانية

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.