رئيس التحرير
عصام كامل

مراد الثاني، السلطان الذي اعتزل السلطة ورجع مجبرا لإنقاذ الدولة العثمانية

مراد الثاني، فيتو
مراد الثاني، فيتو

السلطان مراد الثاني، توفي في مثل هذا اليوم من عام 1451، وهو سادس سلاطين آل عثمان - الدولة العثمانية -  ورابع من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم بعد والده مُحمَّد وجدُّه بايزيد وجد والده مُراد، وأوَّل من لُقِّب بِالـ«ثاني» من سلاطين آل عُثمان، وأوَّل من قُلِّد سيف عُثمان الغازي عند البيعة.

 

عن ظروف توليه السلطة 

تولَّى مُراد الثاني عرش الدولة العُثمانيَّة بعد وفاة والده مُحمَّد، واشتهر بين مُعاصريه بِلُجوئه إلى مُسايسة أعدائه كُلَّما كان بِوسعه ذلك، وكان - على الرُغم من ذلك - مُغرمًا بِالفتوحات، على أنَّهُ لم يشن حربًا إلَّا وهو واثق من النصر.

 

حاصر مُراد الثاني القُسطنطينيَّة بِجيشٍ كبير لكنَّهُ لم يُوفَّق إلى فتحها، وكان حصارها عقابًا لِلرُّوم على إطلاقهم سراح الشاهزاده مُصطفى بن بايزيد، عم السُلطان مُراد المُدِّعي بِالحق في عرش آل عُثمان، وإثارة الأخير بلبلة في وجه ابن أخيه. 

 

وتمكَّن السلطان مُراد الثاني من إخضاع جميع الإمارات التُركمانيَّة في الأناضول التي كان جدُّه بايزيد قد ضمَّها إلى الدولة العُثمانيَّة ثُمَّ أقامها تيمورلنك مُجددًا لمَّا تغلَّب على العُثمانيين في معركة أنقرة، كما أجبر الإمبراطور البيزنطي على الخُضُوع لِلدولة العُثمانيَّة ودفع جزية معلومة.

 

واستطاع الاستيلاء على كُل الحُصُون والقلاع التي كانت لم تزل تحت تصرُّف الرُّوم في سواحل الروملِّي وبلاد مقدونيا وتساليا. واستخلص كُل المُدن الواقعة وراء برزخ كورنثة حتَّى باطن المورة.

 

 بعد ذلك حاول مُراد الثاني أن يُخضع البلقان لِسيطرته وبناءً على ذلك قامت حملة صليبيَّة كبيرة سنة 846هـ المُوافقة لِسنة 1442م، تألَّفت من قُوَّاتٍ مجريَّةٍ بِالمقام الأوَّل، وعلى رأسها يُوحنَّا هونياد، والتقت بِالعُثمانيين عند مدينة نيش، فهزمتها هزيمة قاسية كان من نتائجها بعثُ الروح الصليبيَّة في أوروپَّا، وإعلان النضال الديني ضدَّ العُثمانيين.

 

بعد هزيمة مراد الثاني ووفاة ابنه علاء الدين، شعر السُلطان مُراد بِتعبٍ من أعباء السلطنة وهُمُوم الدُنيا، فتنازل عن المُلك لِولده مُحمَّد، وانقطع لِلعبادة في تكيَّة مغنيسية وانتظم في سلك الدراويش.

 

ولمَّا سمعت الدوائر الحاكمة في أوروبا بِذلك فسخت الهدنة وجهَّزوا جُيُوشًا لِمُحاربة الدولة العُثمانيَّة، فأُجبر السُلطان مراد الثاني على الخُرُوج من عُزلته والعودة إلى السلطنة لِإنقاذها من الأخطار المُحدقة بها، فقاد جيشًا جرَّارًا والتقى بِالعساكر الصليبيَّة عند مدينة وارنة (فارنا) البُلغاريَّة وانتصر عليها انتصارًا كبيرًا، ثُمَّ عاد إلى عُزلته لكنَّهُ لم يلبث بها طويلًا.

 

كان جنود الإنكشاريَّة ازدروا ِالسُلطان مُحمَّد وعاثوا فسادًا في العاصمة أدرنة، فعاد السُلطان مُراد إلى الحُكم لِلمرَّة الأُخرى، وأشغل جُنُوده بِالحرب في أوروبا، وبِالأخص في الأرناؤوط، لِإخماد فتنة إسكندر بك الذي شقَّ عصا الطاعة وثار على الدولة العُثمانيَّة، لكنَّ الموت لاحق السُلطان مراد الثاني قبل أن يُتم مشروعه بِالقضاء على الثائر المذكور. 

 

عن الحياة الثقافية في عهد مراد الثاني 

كان مُراد الثاني شاعرًا ينظم القصائد بِالفارسيَّة والعربيَّة والتُركيَّة، وشهد عهده أهم الخُطُوات على صعيد الحياة الثقافيَّة العُثمانيَّة؛ وخاصَّةً على صعيد الفلسفة السياسيَّة، ويُسجِّل عهده نهاية الثقافة العُثمانيَّة المُتأثرة بِالثقافتين العربيَّة والفارسيَّة، من واقع ظُهُور أولى المُؤلَّفات المُسهبة بِاللُغة التُركيَّة التي أخذت تحل محل لُغتيّ الأدب العربيَّة والفارسيَّة. 

نقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل: الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية