زي النهاردة.. الدولة العثمانية تعلن الحرب على روسيا وتنتصر عليها في معركة نهر برو
في مثل هذا اليوم من عام 1710 أعلنت الدولة العثمانية الحرب على الإمبراطورية الروسية، وتمكنت من الانتصار في الحرب التي عرفت فيما بعد بـ «حملة نهر بروت».
عن الحرب وأسبابها
هي سلسلة من الاشتباكات المحدودة التي وقعت بين العثمانيين بقيادة الصدر الأعظم محمد باشا وبين جيش الإمبراطورية الروسية بقيادة شخصية من بطرس الأكبر قيصر روسيا، وأسفرت عن توقيع معاهدة بروت.
كانت الدولة العثمانية خسرت حصن آزاك ـ روستوف حاليًا ـ وهو بوابة البحر الأسود، حيث كانت رغبة القيصر الدائمة هي الهبوط للبحار الدافئة، فحدثت عدة مواجهات بعدها بين القيصر وبين كارل الثاني عشر ملك السويد وبالرغم من تمكن ملك السويد من تحقيق عدة انتصارات على الروس إلا أنه هزم هزيمة ساحقة في معركة بولتافا.
قضت هذه الهزيمة على الجزء الأهم من جيشه وأرغمته على الفرار إلى مدينة بندر العثمانية حيث قدم طلبًا رسميًا للجوء للسلطان أحمد الثالث، وأثناء مطاردة الروس له دخل قسم من الجنود الروس للأراضي العثمانية فاعتبر الديوان ذلك سببًا للحرب وفي 20 نوفمبر 1710 أعلنت الحرب على روسيا، لكن كان السبب الفعلي هي الرغبة في استعادة آزاك من الروس.
تقدم محمد باشا ومعه 120 ألف جندي وتمكن من العثور على الجيش الروسي عند نهر بروت وحاصره، وكان بالإمكان حينئذ أسر القيصر والقضاء على روسيا نهائيًا، إلا أن الإنكشارية لم تكن متحمسة للهجوم على مواقع الروس.
في نفس الوقت أرسل القيصر مندوبًا عنه إلى محمد باشا عارضًا عليه إعادة آزاك في مقابل السماح له ولجيشه بالعودة، وكان هدف القيصر المماطلة أساسًا ولم يكن ينوي تسليم أراضي، ونتيجة تعنت الانكشارية وضغط مساعديه وافق محمد باشا على العرض ووقعت معاهدة بروت التي نصت على إعادة الروس لآزاك ووقف تدخلهم في شئون القوزاق.
وصل ملك السويد لمعسكر الجيش العثماني واستاء من موقف محمد باشا ومن تضييعه للفرصة ووعده بأنه سيشكوه للسلطان، وبالفعل غضب السلطان على محمد باشا وعزله ومع ذلك لم ينسحب القيصر من آزاك وتعلل بأسباب واهية.
حينئذ قرر السلطان أحمد الثالث الخروج لحرب الروس بنفسه، لكن القيصر الذي خشى من حرب على جبهتين اضطر للانسحاب وترك آزاك وتخلى عن حلمه في الوصول للبحار الدافئة واستمر البحر الأسود على وضعه تحت السيطرة العثمانية.