تطورات خطيرة.. الاشتباك وشيك!
بقدر ما كانت معارك القتال محتدمة على الجبهة الروسية الأوكرانية في الأسبوع الحالى، وبخاصة في الجنوب والشرق من أوكرانيا بقدر ما اشتدت وطأة وحرارة معركة دبلوماسية مخابراتية محمومة عبر القنوات الخلفية بين كل من الولايات المتحدة وباريس ولندن من ناحية وألمانيا من ناحية أخرى.. بسبب رغبة أوكرانيا في الحصول على الدبابات الألمانية الأفضل تقريبا في العالم، والتى تعتقد كييف أنها ستتمكن بها من تحرير أراضيها في الشرق والجنوب، لما تتمتع به هذه الدبابات من سرعة ومرونة وصلابة دروع ومدى ذخيرة قاتل.
ضغطت واشنطن وباريس ولندن على المستشار الألماني شولتز أن يسمح لبولندا بتسليم أوكرانيا دبابات ليونارد، وليس بولندا فقط، بل ٢٣دولة أخرى بالنيوترونات، بل أن تسلم ألمانيا أيضا دبابات من عندها وأن تصنع لأوكرانيا المزيد.
على مدى أسبوعين وأكثر تريث شولتز، بل تردد في الحقيقة، ثم تحجج بأنه سيسلم ليونارد إذا سلمت واشنطن دباباتها الأفضل قطعا في العالم وهي من طراز إبرامز A1.. الزعيمان إذن ترددا، ثم وافقا، وسبب التردد أن تسليم النوعين من الدبابات الامريكية والألمانية قد نقل الصراع بالفعل إلى مستوى نوعي أعلى، هو أدنى إلى التورط الغربى شبه الكامل.
عقيدة موسكو النووية
ولعل هذا الإدراك يفسر تصريحات برلين أنها لا تعتزم التصعيد وأنها فقط تقدم ما يمكن أوكرانيا من تحرير أراضيها، وبيان من واشنطن مماثل، وهو ماردت عليه موسكو بأن دبابات الدولتين ستصبحان هدفا مشروعا للأسلحة الروسية. على أية حال فإن كتيبة من أربعة عشرة دبابة ليوبارد لن تكون مؤثرة إلا بعد التدريب عليها لأربعة أشهر، وكذلك دبابات ابرامز شديدة التعقيد في إدارتها وصيانتها والتدريب عليها -31 دبابة -.
المدة الفاصلة بين استلام الدبابات والتدريب عليها هي المدة التى تعتزم فيها موسكو إحداث تغيير جوهرى في مسرح العمليات.. وتجهز موسكو حاليا، بعد أن خذلها الجنرال شتاء وعبرت أوروبا أزمة الوقود تقريبا، لعملية الربيع الكبرى، وفي الوقت ذاته استجابت كييف لنصيحة واشنطن بارجاء هجومها الكبير المزمع على القوات الروسية حتى تتسلم الأسلحة النوعية الدفاعية الثقيلة، ويحرص الغرب على ألا تكون ذات مدى يبلغ الأراضي الروسية الدولية..
كما نصحت واشنطن الإدارة العسكرية بتغيير تكتيكاتها الفاشلة وهي الصمود في الخنادق حتى آخر جندي أو طلقة، وطالبتها بالتخلي عن مواقع باتت مهزومة والانتقال السريع إلى مواقع مجهزة ذات أهمية أكبر، وفق عقيدة القتال الغربية، أن تحافظ على ما تبقى من بشر وعتاد، لا تهلكه في التصدي الفاشل.
وفى خط مواز للقتال الدامي، يجب النظر بجدية إلى التصريحات المباشرة للرئيس الروسي السابق ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي حاليا، وهي أشد وضوحا من دبلوماسية لافروف وزير الخارجية، فهو أنذر بأن العالم على شفا الحرب العالمية الثالثة، وأن القوى النووية لا يمكن أن تخسر أبدا في الصراعات الكبرى.
وكان أشد وضوحا حين قال أن هزيمة روسيا في أوكرانيا قد تشعل حربا نووية، وأكد الكرملين، أي بوتين، أن تصريحات ميدفيديف هي بالفعل عقيدة موسكو النووية. أي أن الهزيمة لدولة عظمى تحالف عليها الغرب في حرب تقليدية لن تقبلها موسكو وستحقق النصر بالسلاح النووى.
تكتيكي أم شامل؟ يتوقف هذا على رد فعل القوى النووية المناوئة.. لم يخف الغرب هدفه قط من استمرار دعم أوكرانيا رغم نزيف المال والذخيرة والعتاد في الترسانات الغربية، وهو إلحاق هزيمة استراتيجية بالاتحاد الروسي.. وكسر درعه وكرامته الدولية، وإحداث تغيير داخلي ومحاكمة بوتن.. بعدها يتم التركيز على العدو الرسمى لاأمريكا: الصين.. وتلك معركة التنين العظمى!