رئيس التحرير
عصام كامل

كارت شحن.. الخبز

من الموبايل إلى عداد الكهرباء إلى رغيف الخبز، عرف المصريون ثقافة الكارت، باعتباره أفضل مقياس لمعرفة حجم الاستهلاك مقابل القيمة، والحق أن هذه المعرفة ليست أمينة في كروت شحن المكالمات، لأن خصومات وإضافات كثيرة تنتهك عرض هذا الكارت المدفوع مقدما.


أحدث كارت سيعرفه المصريون قريبا هو كارت الخبز المدفوع سلفا، ليمكنك الحصول على رغيف رسمي حكومي غير مدعوم. كروت الشراء ستكون بقيم مختلفة، كارت بعشرين، وبخمسين وبمائة. يسمونه الرغيف الحر، وتلك تسمية مغايرة لرغيف السوق الذي يدللونه باسم الرغيف السياحي. وزن الرغيف الجديد سيكون تسعين جراما، وسيكون متاحا عبر كروت تباع في مخبزين تجريبيين، أكيد بالقاهرة، بعدها سيتم التعامل معه في أكثر من ٣٠ ألف مخبز في المحافظات كافة!

تسعير رغيف الخبز السياحي

وللحق فإن هذه فكرة جيدة، أن تواجه وزارة التموين الجشع والطمع في سوق الرغيف السياحي.كان بجنيه وكبير وثقيل ومشبع، ثم صار بجنيه ونصف، ثم بجنيهين، ثم بجنيهين ونصف، وكان يوزن، ثم انعدم الوزن، ثم قل الحجم! رغيف وزارة التموين لحاملي البطاقة بخمسة قروش ويتكلف على الحكومة ٩٥قرشا، أي جنيه، وبالجنيه التمويني يحصل حامل البطاقة على عشرين رغيفا، لذيذ المذاق.. 

 

ولأننى تخليت عن بطاقة التموين منذ أيام العز، لم أدر أن أيامًا كحلي كهذه سوف تأتي، ولأنني أحب طعم وسعر الرغيف التمويني، فقد طلبت من أخواتي بالمنصورة كلما سافرت إليهم، التطوع والتبرع لي بأربعين رغيفا، بما قيمته جنيهين، أقل من سعر رغيف واحد سياحي !


المهم ألا يفتر حماس الحكومة فى أمرين: الأول أن تتقاعس عن الحزم والتأكيد على ضرورة بيع الرغيف بالميزان، حتى يتعود أصحاب المخابز ممن ينقصون الوزن والحجم، على فضيلة غابت عنهم طويلا اسمها الشرف. الأمر الثاني، ألا تمر الأيام وتستكثر الحكومة على مواطنيها رغيفا بسعر ٦٥، أو ٧٥، وبوزن ٩٥ جراما، فتلجأ إلى ما لجأ إليه بتوع مخابز الحرام !


تحسبت الحكومة للنقطة السابقة وقالت إن الكارت سيشتري عدد الأرغفة حسب السعر اليومي وقت الشراء، والسعر المعلن هو أن العشرين جنيها سوف تشترى٢٥، والخمسين تشترى ٦٢ رغيفا والمائة تشترى ١٢٤ رغيفا.


هذا الاهتمام بالمواطنين خارج البطاقة إدراك رسمى بأننا طبقة الستر القديمة، نوشك على الانزلاق إلى طبقة تحتاج الحماية الاجتماعية. نعم منظرنا كريم تقريبا، من عقد سابق، لكن الجيوب خفيفة، أو خاوية! 

وحسنا فعلت الحكومة أن جعلت فى موازنة 2023 برامج أكثر قوة بمخصصات كبيرة لحماية المجتمع، لأن كل الطبقات الآن، عدا طبقة اللصوص الجدد تجار الأزمة، تعيش يوما بيوم في معاناة موجعة، أكثرها إيلامًا سقوط غلاف الحياء عن الوجوه تحت ضغط الحاجة..
احفظوا حياءنا حفظكم الله.

الجريدة الرسمية