رئيس التحرير
عصام كامل

خوف.. وتفاؤل

للمرة الرابعة خلال أسابيع  قليلةَ  يتحدث الرئيس السيسي عن الخوف الذي ينتاب المصريين الآن اقتصاديا.. لكنه هذه المرة تحدث أمس في الكلية الحربية عن بدء انفراج أزمة النقد الأجنبي التى ساهمت مع التضخم العالمي في الغلاء الذى أثار إستمراره خوف الناس.

 
والرئيس السيسي جاء حديثه متفائلا هذه المرة لآن الفجوة في مواردنا من النقد الأجنبي تقلصت مؤخرا بعد التدفقات التى شهدتها البلاد من النقد الأجنبي مؤخرا، سواء من زيادة الصادرات أو زيادة ايرادات قناة السويس أو زيادة تحويلات العاملين بالخارج أو أيضا زيادة إيرادات السياحةً، فضلا عن عودةَ الاستثمار في أذون الخزانة الدولارية مجددا، مع تثبيت قيمة الوردات من الخارج.

 السيطرة على الغلاء  


وبالطبع سوف يكون لتفاؤل الرئيس السيسي تأثيره في نزع الخوف والقلق من نفوس المصريين، فهو لم يتحدث كما حدث من قبل فقط عن قدرتنا عن تجاوز الأزمة الاقتصادية وإنما تحدث أيضا أن مواجهتنا لتلك الأزمة حققت احتواء لها.. غير أن الأمر الذى سيقضى  بالفعل على هذا الخوف والقلق هو أن يلمس الناس انقساما واضحا وملموسا في الغلاء الذى يعانون منه بشدة وفرض عليهم تخفيض استهلاكهم بشكل عام ومن الغذاء بشكل خاص.. أى أن يقترن التفاؤل الرئاسى باجراءات حكومية على أرض الواقع تحاصر وتخفف من حدة الغلاء.

 
لقد سجل البنك المركزى ارتفاع معدل التضخم الشهر الماضى إلى نحو ٢٤ في المائة بعد ارتفاع مستمر منذ منتصف العام الماضى.. وعندما يبدأ هذا المعدل في التراجع سوف يبدأ الخوف والقلق في نفوس الناس يتراجع بدوره حتى يختفى بعد أن يصير معدل التضخم إلى ذات مستواه السابق من قبل والذي كان في حدود سبعة في المائة فقط.


والحكومة فى مقدورها أن تعزز تفاؤل الرئيس السيسي في تجاوز هذه الازمة الاقتصادية في أقصر وقت ممكن حتى مع استمرار الأوضاع غير المستقرة عالميا إذا ما نشطت بهمة في محاربة الاحتكارات التى تسيطر على اسواقنا التي تسهم في التهاب الغلاء..

 

 

كما أن الحكومة يمكنها أن تقلل أكثر الفجوة التمويلية من النقد الأجنبي إذا مضت بقوة أكثر  في خفض وارداتنا من الخارج، وبالتالى سوف تحمى الجنيه من مزيد من الانخفاض الذى يعد أحد أسباب اندلاع هذا الغلاء الذي يعاني منه الناس ويثير خوفهم وقلقهم. 
ولذلك إن كلمات الرئيس المتفائلة للناس هى توجيهات للحكومة بتحويلها إلى واقع يخفف العبء عنهم ويريحهم. 

الجريدة الرسمية