المغفلون.. ووقائع اغتيال سياسي!
لا أحد يعرف حتى اليوم السبب الذي دفع أجهزة الأمن للقبض على حسن البنا وعبد الحكيم عابدين وأحمد السكري وعدد آخر من قيادات جماعة الإخوان عقب اغتيال أحمد ماهر باشا رئيس وزراء مصر في فبراير من عام 1945!! عقب الحادث.. لم يستطع القاتل من الهرب.. ألقي القبض عليه في نهاية البهو الفرعوني الذي يربط بين مجلس النواب والشيوخ وقتها..
أحمد ماهر باشا أقنع أعضاء المجلس الأول بدعم دول الحلفاء في الحرب العالمية ضد دول المحور بعد رفض أغلبية النواب.. وبعدها ذهب لنواب المجلس الثاني لإقناعهم فأطلق محمود العيسوي عليه النار فمات في الحال!
حادث اغتيال سياسي.. لماذا القبض على الإخوان تحديدا؟! بالطبع عدة أسباب أهمها إشارات وقرائن انتماء محمود العيسوي لجماعة الإخوان والثاني وهو الأهم سمعة الجماعة في جرائم العنف!
بعد أيام أفرج عنهم جميعا.. فقد اعترف محمود العيسوي بعضويته في الحزب الوطني (القديم) وقدمت هيئة الدفاع عنه ما يثبت ذلك من أوراق العضوية بالحزب والشهود على ذلك! وحوكم محمود العيسوي على هذا التصنيف.. وحصلت الجماعة على البراءة من الحادث!
في منتصف الثمانينيات ترى مذكرات الشيخ أحمد حسن الباقوري النور بعنوانها الشهير "بقايا ذكريات" وفيها يفجر الباقوري وبعد أربعين عاما المفاجأة.. القنبلة.. محمود العيسوي كان عضوا بالجماعة.. وفي جناحها المسلح.. وانضم للحزب الوطني للتمويه.. ولإبعاد أي تهمة يتعرض لها عن الإخوان!
كم إخوانجيا في تيارات وأحزاب أخرى يزعمون زورا وكذبا أنهم ضد الإخوان لكن تبقي العبرة بالدور الذي يقومون به تحت مظلة تيارات معادية للإخوان فعلا؟! كم ؟! كثيرون.. لكن المغفلين ممن ينخدعون -كما انخدعت مصر لأربعين عاما من محمود العيسوي- أكثر!