٨٥ قرشا!
من حق رئيس الحكومةَ أن يتحدث للمواطنين ليوضح ما فعلته الحكومة لتخفيف حدة الغلاء ووطأته عليهم، وأن يشرح لهم أن الحكومة تقدم دعما لرغيف الخبز يبلغ ٨٥ قرشا وتبيعه لهم بخمسة قروش فقط، وأنه لولا الدعم الذى تقدمه للكهرباء لدفع المواطنين ثلاثة أمثال ما يدفعونه الآن لاستهلاكهم منها ..
وما قاله الدكتور مصطفي مدبولى صحيح.. لكن الصحيح أيضا أن ارتفاع أرقام الدعم الذى تقدمه الحكومةَ للمواطنين، سواء في الخبز أو الطاقة وبقية سلع البطاقات التموينية حدث بسبب تخفيض الجنيه تجاه العملات الأجنبيةَ.. فهذا التخفيض أسهم في زيادة أسعار القمح بالجنيه المصرى مع زيادة أسعاره العالمية، وذات الأمر حدث مع المنتجات البترولية أيضا ورفع تكلفة إنتاج الكهرباء أيضا..
أى أن تلك الزيادة في الدعم لم تذهب كلها للمواطنين الذين يحصلون على الدعم، إنما قدر منها نجم عن تخفيض الجنيه، وهذا أمر يعلمه جيدا من يديرون اقتصادنا ويعلمه الدكتور مصطفى مدبولي.. وغنى عن القول أن المواطنين ليسوا مسئولين عن تخفيض الجنيه، أو عن السياسات النقدية المتبعة.
وبدون التقليل من أهمية الدعم الذى تقدمه الحكومة للمواطنين في الخبز والطاقة وسلع البطاقات التموينية يمكننا القول إن الحكومة تحملت كل هذه الزيادةَ فيه لأنها لجأت إلى تخفيض الجنيه تجاه العملات الأجنبيةَ..
فهذا التخفيض كلفها زيادة في أعباء الدين وزيادة في أرقام الدعم أيضا وبالتالى مد من قدرتها على تخفيض عجز الموازنة، ولو لم ينخفض الجنيه خلال الأشهر القليلة الماضية بنسبة مائة في المائة تقريبا لكانت أرقام الدعم أقل مما هى عليه الآن، ولكان لديها قدرة أكبر على مساعدة المواطنين على تحمل هذا الغلاء الذى تجاوزت نسبته ٢١ في المائة طبقا لتقدير جهاز التعبئة والإحصاء و٢٤ في المائة طبقا لتقديرات البنك المركزى!