زيارة رئيس الوزراء لسيناء.. الرسائل والطموحات!
أخيرًا.. عادت الحياة لطبيعتها في شمال سيناء وصار التحرك في طرقها وميادينها يجري بأريحية وبمنتهى الأمان كما رأينا أمس في الزيارة التاريخية للدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، بصحبة 7 وزراء من الحكومة، بالإضافة لمحافظ شمال سيناء، ورئيس الهيئة الاقتصادية لتنمية قناة السويس، لتفقد عدد من مشروعات المحافظة.. وما كان لشيء من ذلك أن يتحقق لولا بطولات آلاف الشهداء، الذين سجلوا تضحياتهم على كل شبر من هذه الأرض، وكانوا سببا مباشرا في حجم ما نراه من عمران وتنمية نطمح أن تتضاعف في شمال سيناء وسيناء كلها..
وهي المبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي هناك والتي أثمرت عن استعادة الأمن والاستقرار؛ وفتحت الطريق لمزيد من المشروعات لتعمير وتنمية أرض الفيروز التي تمثل أهمية استراتيجية كبرى لمصر لأسباب عديدة؛ أهمها أنها المدخل الشمال الشرقي لمصر التي كانت المفتاح الذي تهب منه رياح الغزاة والطامعين في خيرات بلادنا والمعتدين على أمننا على مدى التاريخ.
تعمير سيناء لاسيما شقها الشمالي قرار استراتيجي للدولة المصرية، التي تستهدف زيارة الرقعة السكانية وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة بسيناء وتعزيز بنيتها التحتية وزيادة حجم إنتاج الطاقة الكهربائية فيها؛ فقد علمتنا تجارب التاريخ أنه من الأهمية بمکان أن نضع سيناء بمقدمة اهتماماتنا، وعلى رأس أولوياتنا لتحقيق الأمن القومي بأعمق صوره..
تعمير سيناء
وللخروج من الوادى القديم الذى بدأ يضيق بزحام سکانه؛ ورأيي أن سيناء مؤهلة للتخفيف من شدة هذا الزحام، ومؤهلة لفتح الکثير من المجالات أمام شعب مصر لإحدداث طفرة زراعية وتعدينية وصناعية وسياحية وتجارية غير مسبوقة، کما أن قرب سيناء وتداخلها مع إقليم قناة السويس ذلك الشريان الحيوي من شرايين الإقتصاد والتجارة الدولية.
ما أحوجنا لتنفيذ مشروع قومى ضخم على أرض سيناء والعمل علي تحويلها إلي منطقة إستراتيجية متکاملة تمثل درع مصر الشرقي؛ وهو المشروع الذي يمكنه امتصاص الزيادة السكانية التي تشبع بها الوادي والدلتا بصورة هائلة؛ ومن ثم تكتسب زيارة الدكتور مصطفى مدبولي لشمال سيناء دلالة مهمة، ذلك أنها جاءت في توقيت مهم، مع تحركه على كل الطرق والمناطق الجديدة..
وهو ما يعطي رسائل إيجابية بأن الحياة الطبيعية عادت إلى شمال سيناء وانتصرت إرادة الشعب والدولة على الإرهاب وداعميه ومموليه؛ وهو ما يفتح الطريق لنهضة عمرانية واسعة وبناء مدن جديدة وفي مقدمتها مدينة رفح الجديدة على غرار المدن الحديثة.
عظمة سيناء أنها شاهدة على تضحيات المصريين في سبيل تحريرها من دنس العدو الإسرائيلي أولا في عبور معجز صنعه أبطال مصر في أكتوبر 1973؛ ثم أعادوا الملحمة بدحر الإرهاب الذي جرى زرعه في تلك البقعة الغالية عقب يناير 2011..
وتتجلى أهمية سيناء لاسيما شمالها فيما تشمله من تنوع في الملفات وما تنطوي عليه من فرص استمثارية واعدة لاستصلاح الأراضي الزراعية وإقامة مصانع جديدة لصناعات اخرى جنبًا إلى جنب مصانع الأسمنت، ناهيك عن فرص الاستزراع السمكي وإمكانية إقامة مجتمعات بدوية.. تحية لكل جهد وطني مخلص لتعمير سيناء والنهوض بها لقطع الطريق على المزايدين والطامعين ومروجي الشائعاتِ.