الفن وسنينه
هؤلاء الإعلاميون لم ينفد رصيدهم بعد؟!
لا شك أن الإعلام كان وما يزال له دور حيوي في صناعة الرأي العام وتوجيهه وحشده تجاه القضايا الهامة والحيوية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها والتي تتطلب غطاء ً جماهيريًا لها وهو ما يدركه جيدًا صانع القرار بل ويجب أن يحرص عليه تدعيمًا لشرعيته واستمراره..
ولكن للأسف هذا الدور تغافله أو تغافل عنه معظم الإعلاميين على الساحة وهو ما أشرنا إليه في المقال السابق وحذرنا من أن هؤلاء قد نفد رصيدهم أو قارب على النفاد، مطالبين بجيل جديد من الإعلاميين يدرك معنى وقيمة الرسالة الإعلامية وتأثيرها خاصةً في ظل عالم يعج بالتحديات والمشاكل والأزمات..
ورغم هذه الصورة السلبية عن الأداء الإعلامي حاليًا إلا أن الصورة ليست قاتمة تمامًا بفضل وجود قلة أو ثلة من الإعلاميين أصحاب الوعي والضمير المهني والرسالة المحترمة ولكنهم للأسف لا يتمتعون بنفس الشهرة والأضواء التي ينعم بها الآخرون من الباحثين عن الترند والمال والالتصاق بأصحاب السلطة والجاه والدولار الذي يشتعل سعره بشكل جنوني في الوقت الحالي!
واحد من الناس
قد لا يكون الإعلاميون الذين سأذكرهم تباعًا في السطور التالية هم الأفضل مهنيًا من أقرانهم على الإطلاق أو شهرةً أو أجرًا ولكنهم من وجهة نظري الأفضل من حيث مسيرتهم الإعلامية وجهودهم وطبيعة برامجهم التي تحاول الاقتراب من الناس خاصةً البسطاء منهم للتعبير عن همومهم ومشاكلهم والتحديات التي تواجههم بشكل مستمر والانتصار لهم قدر الإمكان باختصار يحاولون أن يكونوا نبضًا للشارع ومن فيه.
لعل برنامجه الشهير واحد من الناس الذي يعد من أقدم البرامج وأكثرها استمرارًا للعام الـ١٥ حتى الآن، بداية من قناة دريم ثم المحور فالحياة فالنهار قبل العودة إلى الحياة مجددًا، يعبر بالفعل عن شخص مهموم بالناس البسطاء ومن هم تحت خط الفقر وهم أغلبية للأسف..
يحاول تقديم المساعدات العينية والمادية لهم ويذهب إليهم في أماكنهم خاصة العشوائيات منها رافعًا شعار مؤسسة واحد من الناس الخيرية التي أطلقت مبادرة القضاء على العشوائيات ومكافحة الفقر وشاركت في تأسيس بنك الطعام من أجل الفقراء والمعدمين في كل ربوع المحروسة والتي حققت نجاحًا كبيرا ومازالت، ومن ثم لم يكن مستبعدًا أن يحصد عمرو الليثي لقب أحسن مذيع في عدد من الاستفتاءات خلال السنوات الأخيرة.
يحدث في مصر
شريف عامر من الوجوه المقبولة إعلاميًا أيضًا وإن أثار الجدل أحيانًا مثلما كان الحال عندما استضاف ببرنامجه يحدث في مصر، الداعية المثير للجدل هو الأخر مبروك عطية، وأطلق تصريحًا عنتريًا بأن ثلاثة أرباع الزيجات في مصر حرام لأن غير القادر على الباءة أي متطلبات الزواج ماديًا وصحيًا لا يجب عليه أن يتزوج من الأساس!؟ أو عندما ذكر أن الأعمال الفنية المستوحاة من روايات الراحل أحمد خالد توفيق ساذجة سذاجة المصدر!
مساء إيمان ومساء قصواء
وجهها المريح وملامحها الهادئة وأسلوبها الرصين المهني كانوا جواز مرورها سريعًا إلى قلوب المشاهدين منذ بداية عملها بقناة النيل للأخبار قبل 20 عامًا ثم مشاركة في تقديم البرنامج الأشهر قبل أحداث يناير 2011،البيت بيتك، مرورًا بتقديمها البرنامج النسائي هن على قناة الحرة، ثم عودتها إلى مصر ببرنامج 90 دقيقة على فضائية المحور..
حتى استقر بها المقام ب قناة dmc عام 2017 حتى الآن مع برنامج مساء dmc بالتبادل مع رامي رضوان، وقد حرصت الإعلامية إيمان الحصري قدر المستطاع على التعبير عن مشاكل وهموم البسطاء واستضافة المسؤولين المعنيين بهذه المشاكل للوصول إلى حلول سريعة لها والإجابة على تساؤلات الجمهور.
ولعل حالة الدعم والمساندة والدعاء الكبيرة من الناس وجموع الإعلاميين التي حظيت بها إيمان الحصري في محنة مرضها الأخيرة لشهادةً حقيقيةً على نجاحها وحب الناس لها.
أما المساء الأخر فهو برنامج في المساء مع قصواء الذي تقدمه الإعلامية القادمة بقوة للصفوف الأولى قصواء الخلالي أول مذيعة بدوية من بدو مطروح والتي كسرت كل الحواجز حاجزًا تلو الأخر منذ عملها كمراسلة ثم مذيعة بالنيل للأخبار فصباح الخير يا مصر ف على اسم مصر حتى ابتكرت أول برنامج توك شو ثقافي هو في المساء مع قصواء على فضائية ten..
كاشفة ً فيه عن مذيعة تمتلك الثقافة الواسعة المختلفة والشخصية الجاذبة والمتمكنة تمامًا من أدواتها وهو ما جعلها تنتقل خطوة كبيرة اواخر العام قبل الماضي إلى الأمام بنفس اسم برنامجها الشهير ولكن بنوعية ومضمون مختلفين كتوك شو شامل حاولت فيه طرح القضايا التي تهم الناس وتمس حياتهم ويومياتهم والاستجابة لمطالبهم وتساؤلاتهم وذلك على فضائية cbc.
النائبة دينا والجريئة إنجي
رغم دراستها للصيدلة إلا أنها اتجهت للمجال الإعلامي فور تخرجها بالعمل في عدد من المحطات الصغيرة مثل ctv , أجابي، سات 7، الحرية قبل أن تتقدم خطوات جيدةً بتقديمها برنامج القاهرة 360 على قناة القاهرة والناس ثم برنامج صباح الخير يا مصر ف التاسعة على القناة الأولى والفضائية المصرية في 2020 لتعلن عن نفسها كمذيعة من طراز جيد لا ينقصها الحضور ولا الثقافة ولا الإلمام التام بطبيعة الموضوعات التي تتصدى لها..
وهو ما أهلها لتصبح أول إعلامية قبطية تشارك في تقديم المؤتمرات الرئاسية وتتولى أمانة الإعلام في حزب الأغلبية البرلمانية مستقبل وطن ويتم تعيينها في مجلس النواب من قبل الرئيس السيسي وتستمر الإعلامية دينا عبد الكريم في الانطلاق ببرنامج هو الأول من نوعه وهو شغل عالي، الذي يتعرض للمهن المختلفة ويستضيف نماذج ناجحةً منها لعرض تجاربهم بحلوها ومرها من أجل أن يستفيد منها الشباب والبسطاء والنساء أيضًا اللواتي يشغلن حيزًا كبيرًا من اهتمامها وبرامجها.
أخيرًا فإن الإعلامية إنجي أنور، التي أصفها بالجريئة المغامرة لأنها تعشق التجارب الجديدة وتتحمس لها منذ بدايتها وهي مازالت طالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة حيث التحقت براديو وتليفزيون العرب art في بداياته الأولى عام ١٩٩٣ ثم التليفزيون المصري بأول برنامج توك شو وهو أخر الكلام ف صباح الخير يا مصر قبل انتقالها إلى دبي لتكون المذيعة الرئيسة لأكبر برامج قناة الحرة اليوم لمدة 5 أعوام..
عادت إنجي أنور إلى مصر ببرنامج 3 أيام على cbc ثم انتقلت لقناة ten لتقديم التوك شو الشهير البيت بيتك وأخيرًا اختيارها من مالك فضائية etc لتعلن تدشينها ببرنامج التوك شو الرئيس مصر جديدة، أواخر العام قبل الماضي..
حيث حققت نجاحاتً كبيرةً وحازت على لقب أفضل مذيعة في بعض الاستفتاءات رغم حداثة عهد المحطة والبرنامج وعدم تسليط الأضواء بكثافة عليهما مقارنة ب لميس الحديدي ومنى الشاذلي وأقرانهما من المحظيات؟! وذلك لتميزها بالطلة الخاصة والأداء المهني وحرصها على التعبير عن هموم البسطاء وشواغلهم ومعاناتهم التي تزداد يومًا بعد يوم وساعةً بعد ساعة!.
وكل عام وشركاء الوطن بخير وعيد ميلاد مجيد.
