المواطن المصرى المفترى الذى لا يحمد ربنا!
يروق للبعض حتى يجعل المصريين تقبل أى وضع يشكون منه، فيطرح مقارنة بالدول الأخرى، هؤلاء يخلقون أزمة أكبر، حيث يجعلك تقبل الوضع الذى تعيش فيه، هذا أحد دروس التنمية البشرية، ولكن قبل دراسات وأبحاث التنمية البشرية، كان اليهود يعرفون ويطبقون ما تتحدث عنه التنمية البشرية الآن..
يروى في القصص اليهودية أن يهوديا ضاق في منزله، لأن منزله صغير عبارة عن حجرة وصالة ومعهم خنزير، ورائحة الخنزير كانت تزكم الأنوف، ولأن هذا اليهودى متدين، فذهب إلى الحاخام يسأله المشورة، فنصحه الحاخام بأن يأخذ الخنزير معه فى الحجرة مع زوجته وأولاده، اندهش اليهودى واستغرب مما قاله الحاخام، فقال له الحاخام جرب وارجع لى بعد أسبوع لتقول لى ماذا حدث معك؟
عاد اليهودى بعد إسبوع إلى الحاخام مؤكدا أن الحالة زادت سوءا، وأنه وأسرته لا ينامون، فقال الحاخام: اخرجه من حجرة نومك إلى الصالة وإرجع بعد أسبوع لتخبرنى ماذا حدث؟ عاد اليهودى الى الحاخام وقد تهلل وجهه وقال: لقد تحسن الوضع عندما اخرجت الخنزير إلى الصالة! فقال الحاخام: رائع.. اتركه في الصالة! مضى اليهودى سعيد راضيا بوضعه القديم الذى كان يرفضه!
بنفس الفكر يخرج عليك البعض ليقول لك، انظر لسوريا والسودان وليبيا واليمن ضحايا ما أطلق عليه الربيع العربى، وبالتالى نحن أفضل وعلينا أن نحمد ربنا على وضعنا الحالى، وعلينا أن نتحمل الوضع الاقتصادى ولا نشكو!
مع كل الاحترام للأشقاء العرب في هذه الدول، فان مصر التى كرمها الله وذكرها فى الكتب السماوية الثلاثة ليست مثل غيرها من الدول المذكورة، مصر وتاريخها وطبيعة شعبها الراسخ جذوره في أعماق التاريخ، لا يمكن أن تتحول مثل أى دولة أخرى والتى يذكرنا بها البعض..
مقارنة ظالمة
مصر تعرضت لعدوان من ثلاثة دول منها دولتين من أقوى دول العالم بريطانيا التى لا تغيب عنها الشمس، وفرنسا صاحبة التاريخ الطويل، وبالرغم من هذا لم يترك شعبها مصر، وركب البحر أو البر ليهرب وينفد بجلده، بل كانت المقاومة الشعبية التى أذلت الجيوش الجرارة التى جاءت لتحتل القناة بالقوة..
وفى حرب يونية 67، وبالرغم من مرارة الحرب إلا أن الشعب المصرى تمسك بارضه ولم يتركها، وإحتضن أهالى مختلف المحافظات أهالى مدن القناة الثلاثة حتى انزاحت الغمة وعادوا بعد انتصار أكتوبر المجيد.
الذين يقارنون بين أسعار السلع فى مصر مع غيرها في أمريكا آو أوروبا، لا أريد أن أقول إنهم سذج أو جهلاء، لآن المقارنة ظالمة ومؤلمة، المواطن في أى بلد سواء أمريكا أو أوروبا لا يعانى مثل المصرى في كل شىء، المواطن عندهم يعيش حياة طبيعية، شوارع نظيفة، مواصلات نظيفة، احترام لآدمية المواطن إذا ذهب إلى المستشفى العام..
المواطن في أمريكا أو أوروبا لا يعمل من أجل توفير قوت يومه ولكن يعيش بمستوى الرفاهية، ليس لديه مشكلة السكن والعمل، والبطالة لها حق على الدولة حتى يحصل المواطن على عمل، إذن فالمقارنة غير منطقية وغير عادلة..
كيف أقارن بين مواطن دخله يمكنه من العيش فى مستوى الرفاهية وآخر لايزال يبحث عن الحد الأدنى للحياة بشكل آدمى، الاضطرابات تضرب بريطانيا وفرنسا وقبلهما كانت في المانيا، ولم نسمع مسئولا يتهم أى مواطن بالخيانة أو العمالة.. فبالرغم من الاضطرابات فالدولة مسئولة عن إيجاد وسائل تحافظ على سير العمل في المستشفيات أو تسير المواصلات..
الذين يقارنون المواطن المصرى بغيره، عليهم أن يصمتوا، مصر يا سادة أكبر من عبث فكركم وتفكيركم، مصر والمواطن المصرى يستحق الحياة بالحد الأدنى من الرفاهية ولكن الواقع يقول إنه يبحث عن الحد الأدنى من قوت يومه.. فاصمتوا أفضل!