رئيس التحرير
عصام كامل

عام جديد.. لو بطلنا نحلم نموت!

ساعات وينتهى عام جديد، ومع كل عام يمضى نحلم ونتمنى الخير الكثير في العام الجديد، وكثيرا ما تكون المؤشرات كلها تشير إلى نتائج غير ما نحلم، ولكن يظل الإنسان  متمسكا بكل أحلامه ، نودع عام 2022 كما ودعنا أعواما كثيرة سابقة، ولكن الكثير منا لم يودع الحياة أو الأحلام أو الإصرار على التمسك بغد أفضل من اليوم وأمس.

لايزال المواطن العربى يحلم بحياة أكثر إنسانية وأكثر حرية، لايزال المواطن المصرى يحلم بأنه يعيش حياته طبيعية، في الستينات كنا نحلم بالوحدة العربية والتنمية، ولكن جاءت نكسة يونيه لتعرقل كل أحلامنا، ونبدأ طريقا جديدا لتحرير الأرض، وعاشت مصر ست سنوات من التعب والمجهود العنيف من أجل تحرير الأرض ..

خلالها أمسك المواطن عن الحلم الفردى وأصبح حلمه ارتفاع علم مصر على سيناء، وارتفع شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، وشعار يد تبنى ويد تحمل السلاح، وانتصرنا في أكتوبر 73، واعتقد المواطن أن المعركة والحرب هى أسباب معاناته، وأنه جاء الوقت لكى يحدث نقلة نوعية في حياة المواطن..

ورطة السادات ومبارك

ولكن دخلت مصر في نفق آخر لا يقل صعوبة عن الحرب، فقد اعلنت الدولة ما يسمى بالانفتاح الاقتصادى، الذى كان أكبر ممر للفاسدين لترتفع أرصدتهم  على حساب المواطن المطحون، وقد أطلق الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين عليه انفتاح السداح مداح، حيث ترك الفلاح أرضه مهاجرا إلى الدول العربية، وباع الفلاح حيواناته من أجل شراء التليفزيون، ورفعت الدولة يدها لكى يمص الأغنياء دماء الفقراء..

ثم كانت انتفاضة الشعب فى 18 و19 يناير 1977، اعتراضا عن رفع الدعم عن السلع الرئيسية، فى الوقت الذى وعد الرئيس السادات الشعب بالرخاء في عام 1980، وطبيعى لم يحدث، بل تورط السادات مع الامريكان أكثر وأكثر وعقد معاهدتى كامب ديفيد والسلام، وتصاعد المد الاخوانى والجماعات الإرهابية، وكانت النتيجة هو اغتيال الرئيس السادات فى احتفالات مصر بانتصار أكتوبر العظيم.

عندما تولى الرئيس السادات المسئولية قال إن عبدالناصر ترك له تركه مثقلة! وعندما تولى الرئيس حسنى مبارك المسئولية، كان عليه مواجهة الارهاب ومطاردة الذين خططوا واغتالوا الرئيس السادات، ولكن بدأت نغمة جديدة يرددها الرئيس مبارك وهو بناء البنية التحتية، ولكن تم وقف تعيين الخريجيين.. 

 وظل الرئيس مبارك ثلاثين عاما حاكما ونحن ننتظر الإصلاح ، بالرغم من أن الثلاثين  عاما كافية لبناء بلد من الصفر للقمة، خاصة أن مصر بسبب كامب ديفيد لم تدخل حربا مثلما حدث فى الخمسينات أو الستينات أو السبعينات، ولكن هذا لم يحدث، وجاءت 25 من يناير 2011، واعتقد البسطاء والسذج إن كل شىء سيكون على مايرام، فزاد الأمر سوء بوصول الإخوان المجرمين للحكم..

 

 

وكادت تتحول مصر إلى أحزاب وفرق، ولكن جاءت 30 يونيه الثورة الشعبية التى إنضم إليها الجيش، ومازلت أؤمن بأن أهم انجاز لثورة 30 يونيه هو إقصاء ومطاردة الإخوان المجرمين الذين لا يؤمنون بالمواطنة، وتمر السنين، ومازلنا نحلم بأن العام الجديد يكون أفضل مما مضى. عام جديد.. ولو بطلنا نحلم نموت!
اللهم الخير لمصر والانسانية في العام الجديد. اللهم آمين. وكل عام وأنتم بخير.

الجريدة الرسمية