كونوا شاكرين
كم من نعم ألفنا وجودها حتى صرنا نشعر إنها حق مكتسب لنا في الحياة، ولكن سرعان ما نشعر بأننا نخسرها حتى لو لبعض الوقت حتى نشعر بحسرة وآلم يعتصران في القلب ويهدمان الروح ونشعر بأن الدنيا لا تسع كم الحزن والغضب بداخلنا في تلك الأوقات!
أبسط تلك النعم هي الصحة، والتي عندما يصاب الإنسان بنزلة شعبية أو انفلونزا يشعر وكأن الدنيا ضاقت عليه بشكل لا يتحمله، ويشعر وكأن العالم ينهار من حوله بشكل لا يستطيع أن يتصوره، رغم أن هناك الكثير والكثير من الأمراض الأصعب والأقوى التي يعاني منها أصحابها وحتى علاجها ربما يكون هو الأصعب والأكثير إيلامًا على الإطلاق.
إعتياد النعم ينسينا أن نشكر الله عليها، تخيل أن هناك نعم ربما تكون بسيطة من وجهة نظرك، ولكن ربما تكون هي أكبر أحلام البعض، وهناك أشياء تظنها عادية بالنسبة لك وليست مبهرة، ولكن هناك من يعتصر قلبه شوق إليها حتى يصل إليها في يوم من الأيام في حياته التي يظنها ستتغير بوجود تلك الأشياء.
أظن من أكبر الوصايا التي ربما نسيناها أو صرنا لا ننفذها في حياتنا اليومية هي وصية بولس الرسول في رسالته إلى أهل كولوسي "كونوا شاكرين"، فنحن ننسى أن نشكر الله، رغم أنه في كل ساعة من صلوات الأجبية في مقدمة كل صلاة نقول "فلنشكر صانع الخيرات"، لذلك تعلم أن تشكر الله على نعم ألفت وجودها، واشكره على خيرات كثيرة منحها لك، وعلى خيرات أكثر منحها لك في صورة منعٍ من أشياء كنت تتمناها، فهو لا يسمح غير بالخير.