تخفيف أعباء الدول الفقيرة.. كيف؟
رسائل عديدة تضمنتها كلمة الرئيس السيسي خلال القمة العربية الصينية بالرياض ؛ فقد أعاد الرئيس التأكيد على حقائق مهمة جدًا؛ منها أن مصر مؤهلة لأن تكون أكبر الأسواق الجاذبة لـ الاستثمارات الصينية.. وهو ما يعطي مزيدا من الدفع للاقتصاد المصري ويعزز من فرص الاستثمار.
كما أعاد الرئيس التأكيد على أن الأزمات أثقلت كاهل دولنا وموازناتها الحكومية، وهو ما يتطلب دفع المجتمع الدولي لتخفيف عبء الديون على الدول التي تعاني من ارتفاع فاتورة استيراد الغذاء والطاقة، مع العمل على تعزيز النظام التجاري متعدد الأطراف القائم على القواعد..
وإعادة صياغة أطر حوكمة الاقتصاد الدولي والمؤسسات المالية الدولية لتكون أكثر عدالة وشفافية، فتشمل الجميع، ولا تستبعد الدول النامية، وتكون أكثر استجابة للتحديات التي تواجهها تلك الدول، وأن يُعاد تركيز مهامها على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفي القلب منها القضاء على الفقر.
التعاون العربي الصيني
مصر لن تدخر جهدًا من أجل تعزيز ودعم الشراكات القائمة بيننا، وعلى رأسها الشراكة في إطار مبادرات الحزام والطريق، والتنمية الدولية، وما تحمله من فرص لتعميق التعاون العربي الصيني، وزيادة فرص الاستثمار في مختلف المجالات.
آفاق التعاون العربي الصيني لا تقتصر فقط على الجوانب الاقتصادية والتنموية على أهميتها البالغة، بل تمتد إلى المجالات السياسية والثقافية، يساعد على ذلك السياسات الصينية المتوازنة تجاه مختلف قضايانا عامة، وتجاه القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية بشكل خاص..
ودعم الجانب الصيني للحق الفلسطيني المشروع في إقامة دولته على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يعد خطوة طيبة تستحق الإشادة لأنها تعيد الاهتمام بتلك القضية المفصلية.. وفي المقابل بادل العرب تلك المواقف الصينية المتزنة والداعمة، بمواقف مساندة للصين ومتفهمة لقضاياها وشواغلها، لاسيما ما يتعلق بالصين الواحدة..
ومن هنا تأتي أهمية الدعم المتبادل بين العرب والصين على كافة الأصعدة وفي شتى المحافل الدولية؛ وهو دعم يحتاجه الطرفان اللذان تنتظرهما آفاق واعدة إذا ما استمرت شراكتهما الاقتصادية القوية على وتيرتها المتسارعة؛ فمن مصلحة العرب تحقيق نظام دولي أكثر عدالة؛ ولن تتحقق تلك العدالة في ظل هيمنة أحادية على ذلك النظام الذي بات في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى إصلاحات جذرية للأمم المتحدة ومنظماتها المتعددة..
لاسيما مجلس الأمن الذي ينبغي توسيع عضويته والتخلص من الفيتو اللعين الذي يهدر حقوق الضعفاء ويكرس لمظالم الكبار وكفانا ما جنيناه من تعاسة في ظل هذا النظام الذي لم ينجح في حل إشكاليات كبرى وعلى رأسها قضية فلسطين؛ قضية العرب المركزية.. وأحسب أن تعزيز التعاون العربي الصينيى أحد مداخل حلحلة الوضع الدولي وتهيئة البيئة لتدشين هذا النظام المنشود.